وهُوَ مِنْهُ فِي عَافِيتِهِ ، وَقَدْ عَجَّلَ اللهُ كِفَايَتَهُ ، وَهَيَّأَ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ ، والحِرْصُ مَا يَجْرِي فِي مَنَافِذِ غَضَبِ اللهِ)(١) ، وَإِنَّ (أَغْنَى النَّاسِ مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِيراً)(٢) ، وَالْحَرِيصُ الْجَشِعُ أَشَدُّ حَرَارَةً مِنَ النَّارِ(٣)عَلَى الدُّنْيَا ، وَهُوَ أَذَلُّ الذُّلِّ ، وَقَالَ عليهالسلام : (حُرِمَ الحَرِيصُ خِصْلَتَينِ ، وَلَزِمَتْهُ خِصْلَتَانِ ؛ حُرِمَ الْقَناعَةُ ؛ فَافْتَقَدَ الرَّاحَةَ ، وَحُرِمَ الرِّضَا ؛ فَافْتَقَدَ اليَقِينَ)(٤) ، وَقَالَ عليهالسلام : (مِنْ عَلامَاتِ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ وقَسْوَةُ الْقَلْبِ وشِدَّةُ الْحِرْصِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا والإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ)(٥) ، (وَإِنَّ صَلاحَ أَوَّلِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالزُّهْدِ وَاليَقِينَ ، وَهَلاكُ آخِرِهَا بِالشُّحِّ وَالأَمَلِ)(٦) ، وَقَالَ عليهالسلام : (يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ ، وَيَشِبُّ مَعَهُ اثْنَانِ : الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ ، والْحِرْصُ عَلَى الْعُمْرِ)(٧) ؛ فَإِنْ كَانَ الرِّزْقُ مَقْسُوماً ؛ فَالْحِرْصُ لِمَاذَا؟ وَإِنْ كَانَ الْعُمْرُ مَعْدُوداً لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ ؛ فَالحِرْصُ عَلَى طُولِ الأَمَلِ لِمَاذَا؟ فَمَنْ طَالَ أَمَلُهُ سَاءَ عَمَلُهُ ، وَمَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالدُّنْيَا تَعَلَّقَ بِهَا بِثَلاثُ خِصَال ؛ هَمٌّ لاَ يُغْنِي ، وَأَمَلٌ لاَ يُدْرَكُ ، وَرَجاءٌ لاَ يُنَالُ ، و (لَمَّا هَبَطَ نَوحٌ عليهالسلام مِنَ السَّفِينَةِ أَتَاهُ إِبْلِيسُ ؛ فَقَالَ لَهُ : مَا
__________________
(١) مصباح الشريعة : ١١٧.
(٢) أمالي الصدوق : ١٤ ، مستدرك الوسائل ١٢/٥٩.
(٣) مقتبس من كلام الإمام الصادق عليهالسلام : معاني الأخبار : ١٧٧.
(٤) الخصال : ٦٩ ، الوسائل ١٦/٢٠.
(٥) الكافي ٢/٢٩٠.
(٦) الوسائل ٢/٤٣٨.
(٧) الخصال : ٧٣ ، مستدرك الوسائل ١٢/٥٨.