وَجَمْعِهِ ؛ فَبِئْسَ الْعَبْدُ هَذَا يَا بُنَي)(١) ، وَمِمَّا يَزِيدُكَ شَنَاعَةً ، وَقَباحَةً ، وَفَظَاعَةً إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلالُهُ لَمْ يُعْطِكَ إلاّ إِلَى مَنْ يُبْغِضُهُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَلَمْ يُعْطِكَ إِلَى مَنْ يُحِبُّهُ مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ وَأَوْلِيائِهِ ؛ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (كَلَّمَنِي رَبِّي لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ ؛ فَقَال : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا أَحْبَبْتُ عَبْداً أُلازِمُهُ بِثَلاثَةِ أَشْيَاء : بِأَنْ أَجْعَلَ الْحُزْنَ فِي قَلْبِهِ ، وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ ، وَيَدُهُ خَالِيَةٌ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَبْغَضْتُ عَبْداً أَجْعَلُ مَعَهُ ثَلاثَةَ أَشْيَاء : أَجْعَلُ قَلْبَهُ مَسرُوراً ، وَبَدَنَهُ صَحِيحاً ، وَيَدُهُ مَمْلُوءَةٌ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا)(٢) ، وَعَنْهُ (صلى الله عليه وآله) فِي وَصِيَّتِهِ لأبِي ذَرّ رحمهالله : (يَا أَبَا ذَرّ إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ يَجْعَلَ رِزْقَ مَنْ يُحِبُّنِي الكَفَافَ ، وَأَنْ يُعْطِيَ مَنْ يُبْغِضُنِي كَثْرَةَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ)(٣) ...الْحَدِيث.
وَهَبْ أَنَّ بَعْضَ الأَغْنِيَاءِ وُفِّقُوا لِنَيْلِ آخِرَتِهِمْ ؛ فَذَلِكَ مِنَ القَلِيلِ الْذِينَ ذَكَرَهُمْ اللهُ فِي كِتَابِهِ ؛ فَقَالَ : ـ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ـ (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)(٤) ؛ فَلا تَشْمَخْ عَلَيّ بِأَنْفِكَ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْكِبَرِ ، وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْمُتَكَبِّرينَ ، وَقَدْ ذَمَّ اللهُ الْمُتَكَبِّرينَ فِي كِتَابِهِ ، وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ وَالأَطَايِبِ مِنْ عِتْرَتِهِ الأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ عليهمالسلام ؛ فَقَالَ تَعَالَى : (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً
__________________
(١) الخصال للصدوق ـ باب خلق الله عزّ وجلّ العبد في ثلاثة أحوال من أمره خبر ١ ، ١/٩٧.
(٢) في معارج اليقين : ٣٠١ وليس فيه (ليلة المعراج) ، وانظر : البحار ٦٩/٤٨.
(٣) ينظر : مستدرك الوسائل ١٥/٢٣٠ ، البحار ٧٤/٨١.
(٤) سبأ : ١٣.