والعِقَابِ النَّكِيدِ فِي حَقِّ مَانِعِ الزَّكَاةِ مِنْكَ ، فَيَا بِئْسَ الصَّاحِبُ لِمَنْ صَاحَبَكَ ، وَيَا تَعْسَ حَظِّ مَنْ لاَزَمَكَ ، وَيَا سُوءَ حَالِ مَنْ رَافَقَكَ وَوَافَقَكَ ، وَمُضَافاً إِلَى هَذَا كُلِّهِ مَا وَرَدَ فِي مُسْتَفِيضِ الأَخْبَارِ عَنِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) وَعِتْرَتِهِ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ مِنْ ذَمِّ الكَادِحِ نَفْسَهُ فِي طَلَبِكَ ، وَالْمُجْهِدُ لَهَا فِي تَحْصِيلِكَ ، وَمَدْحِ المُجْمِلِ للسَّعْي فِي نَيْلِكَ ، وَمِنْهَا مَا وَرَدَ عنْهُ (صلى الله عليه وآله) : (أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ ، وَأَجْمِلُوا فِي الْمَطْلَبِ ؛ فَإِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ ، وَلَنْ يَعْدُوَ امْرُؤُ مَا قُسِمَ لَهُ)(١) ، وَعَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام أَنَّهُ قَالَ : (قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ : يَا بُنَي خُذْ مِنْ مَالِ الدُّنْيا بُلْغَةً ، وَلاَ تَدْخُلُ فِيهَا دُخُولا يَضُرُّ بِآخِرَتِكَ)(٢) ، وَعَنْهُ (صلى الله عليه وآله) أَيْضاً : (لِيَكُنْ طَلَبُكَ لِلْمَعِيشَةِ فَوْقَ كَسْبِ المُضَيِّعِ ، وَدُونَ طَلَبِ الْحَرِيصِ ، الرَّاضِي بِدُنْيَاهُ الْمُطْمَئِنِّ إِلَيْهَا)(٣) ، وَعَنِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) : (مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلالا مُكَاثِراً لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيهِ غَضْبَانُ)(٤) ؛ فَكَيْفَ حَالُهُ إِذَا طَلَبَهَا حَراماً؟! ، وَعَنِ الْبَاقِرِ عليهالسلام : (وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَينِ عليهالسلام : أَلاَ إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ إِذَا أَدَّوا فَرَائِضَ اللهِ ، وَأَخَذُوا سُنَنَ رَسُولِ (صلى الله عليه وآله) ، وَتَورَّعُوا
__________________
(١) الوسائل ١٢/٢٧ ، الباب ١٢ من أبواب مقدّمات التجارة ح ١ و ٢ ، وانظر : مستدرك الوسائل ١٣/٢٩.
(٢) مستدرك الوسائل ١٣/١٦ ، وفي الوافي للفيض ٢٦/٣٠٣ (وخذ من الدنيا بلاغاً).
(٣) ينظر : الوسائل ١٢/٣٠ ، الباب ١٣ من أبواب مقدّمات التجارة ، الحديث ٣ ، هداية الأُمّة إلى أحكام الأئمّة ٦/١٧. من دون (الراضي بدنياه المطمئنّ إليها).
(٤) في مستدرك الوسائل ١٣/٣٢ (من طلب الدنيا حلالاً مكاثراً مفاخراً مرائياً ، لقي الله يوم يلقاه وهو عليه غضبان).