وفِعْلِهِ ؛ فَقَدْ ضَلَّ مَنْهَجَ الرَّشَادِ ، وَادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ وَالْمُدَّعِي مِنْ غَيْرِ حَقّ كَاذِبٌ) إِلَى أَنْ قَالَ عليهالسلام : (وَالْعُجْبُ نَبَاتٌ حَبُّهُ الْكُفْرُ ، وَأَرْضُهُ النِّفَاقُ ، وَمَاؤُهُ الْبَغْيُ ، وَأَغْصُانُهُ الْجَهْلُ ، وَوَرَقُهُ الضَّلالُ ، وَثَمَرتُهُ اللَعْنَةُ وَالخُلُودُ فِي النَّارِ ؛ فَمَنِ اخْتَارَ العُجْبَ فَقَدْ بَذَرَ الكُفْرَ ، وَزَرَعَ النِّفَاقَ ؛ فَلا بُدَّ مِنْ أَنْ يُثْمِرَ وَيَصِيرَ إِلَى النَّارِ)(١) ، وَعَنِ النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله)إنَّهُ قَالَ (لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَخَشِيتُ عَلَيكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ العُجْبُ)(٢) ، وَعَنْ أَمْيرِ الْمُؤْمِنينَ عليهالسلام : (سَيِّئَةٌ تَسُوؤُكَ خَيْرٌ مِنْ حَسَنة تُعْجِبُكَ)(٣) إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَخْبَارِ الصَّحِيحَةِ ، الصَّرِيحَةِ ، الْمُسْتَفِيضَةِ وُرُوداً عَنِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) ، وآلِهِ الأَئِمَّةِ الْهُداةِ عليهمالسلام بِأَنَّ مَنِ انْتَسَبَ لَكَ أَوْ تَحَلَّى بِكَ تُلْزِمُهُ الْعُجْبَ بِحَيْثُ يَكُونُ خُلُقاً مِنْ أَخْلاقِهِ ، وَشَظِيَّةً(٤) مِنْ طِبَاعِهِ ؛ وَكَفَى بِهَذَا ذَمّاً لأَتْبَاعِكَ وَلَكَ ، وَمُضَافاً إِلَى هَذَا كُلِّهِ إِنَّ مَنْ تَكَاثَرْتَ عَلَيْهِ ، وَاتَّسَمَ بِكَ ؛ فَأَحَبَّكَ ، وَحَفِظَكَ ، وَجَمَعَكَ ، وَاعْتَنَى تَمَامَ الاعْتِنَاءِ بِكَ ، وَلَمْ يُنْفِقْ مِنْكَ عَلَى الْوَجْهِ الْذِي أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى بِإِنْفَاقِكَ فِيهِ ، وَافْتَتَنَ بِكَ ، وَمَنْ أَحَبَّ شَيْئاً أَغْشَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَفَتَنَ قَلْبَهُ ، تَتَبرَّأُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَتُبَكِّتُهُ وَتُوَبِّخُهُ عَلَى صُنْعِهِ ؛ فَكُنْتَ : (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ
__________________
(١) مصباح الشريعة ، ومفتاح الحقيقة المنسوب إلى الإمام الصادق : ٨١.
(٢) البحار ٦٩/٣٢٩.
(٣) نهج البلاغة ٤/١٣ ، وفيه (خير عند الله). وانظر : الوسائل الباب ٢٣ من أبواب مقدّمة العبادات ح ٣ و ١٢ و ٢٢.
(٤) أي : تكون سجية من سجاياه ، وجزءا منه. ينظر : الصحاح ٤/١٤٧١.