دَلِيلُكُ أَنَّ الفَقْرَ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى |
|
وَأَنَّ قَلِيلَ الْمَالِ خَيْرٌ مِنَ الْمُثْرِي! |
لِقَاؤُكَ شَخْصاً قَدْ عَصَى اللهَ للْغِنَى |
|
وَلَسْتَ تَرَى شَخْصاً عَصَى اللهَ لِلْفَقْرِ(١) |
ومَا بَالُكُ تُزَكِّي نَفْسَكَ بِمَا ذَكَرْتَ عَلَى غَيْرِكَ ، وَقَدْ غَفَلْتَ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)(٢) ، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله)كَمَا قَدْ جَاءَ فِي الْخَبَرِ الْمُعْتَبَرِ عَنْ تَزْكِيَةِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ ؛ بَلْ فِي حَدِيث آخَرَ قَدْ جَعَلَهُ (صلى الله عليه وآله) مِنَ الإِعْجَابِ بِالنَّفْسِ ، وَالْمُعْجَبُ بِرَأْيِهِ نَفْسُهُ وَعَمَلُهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ(٣).
(فِي مَا وَرَدَ فِي ذَمِّ الْعُجْبِ ، وَأَهْلِهِ وَالاتِّكَالِ عَلَى الأَعْمَالِ)
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام : (اِنَّ الذَّنْبَ لِلْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنَ الْعُجْبِ)(٤) ، وَقَالَ عليهالسلام : (مَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ فَقَدْ هَلَكَ)(٥) ، وَسَأَلَ عَلِيُّ بْنُ سُويد أَبَا الْحَسَنِ
__________________
(١) في الديوان : (ولم تر مخلوقاً عصى الله للفقر). الديوان : ٩٠ ، وفي الوافي بالوفيات ١٧/٣٣٩ ذكره كما في المتن.
(٢) النجم : ٣٢.
(٣) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (من قال : إنّي خير الناس فهو من شرِّ الناس ، ومن قال : إنّي في الجنّة فهو في النار). ينظر : النوادر للراوندي : ١١ ، وعن مولى الموحّدين من كتاب له إلى معاوية (ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه ، لذكر ذاكر فضائل جمّة تعرفها قلوب المؤمنين ، ولا تمجّها آذان السامعين). نهج البلاغة : الكتاب ٢٨.
(٤) في الوسائل ١/١٠٤ (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لولا أنّ الذنب خير من العجب ما خلا الله بين عبده المؤمن وبين ذنب أبدا) ، هكذا ، وفي عدّة الداعي : ٢٢٢ نسبه للإمام الصادق عليهالسلام وبالكيفية التي في المتن مع الإضافة التي في نصّ النبي (صلى الله عليه وآله).
(٥) في الكافي ، ٢/٣١٣/٢/١ من دون لفظ(فقد). وانظر الوسائل ١/٧٨.