الْكَاظِمِ عليهالسلام عَنِ الْعُجْبِ الذِي يُفْسِدُ الْعَمَلَ ؛ فَقَالَ عليهالسلام : (الْعُجْبُ دَرَجاتٌ ؛ مِنْهَا أَنْ يُزيّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ ؛ فَيَرَاهُ حَسَناً ؛ فَيُعْجِبُهُ ، وَيَحْسَبُ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً ، وَمِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ بِرَبِّهِ فَيَمُنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَللهِ عَلَيهِ فِيهِ الْمِنَّةُ)(١) ، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ قَدْ صَرّحَتْ بِأَنَّ مِنْ أَنْوَاعِ الْعُجْبِ وَدَرَجاتِهِ الْمِنَّةَ عَلَى اللهِ ـ سُبْحَانَهُ ـ بِالإِسْلامِ وَالإِيْمَانِ ؛ وَقَدْ بَكَّتَ اللهُ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَاعِلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(٢) ، وَعَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام ، وَقَدْ سُئِلَ عَنْ بَلِيَّةِ أَيُّوبَ عليهالسلام التِي ابْتُلِيَ بِهَا فِي الدُّنْيَا ؛ لأيِّ عِلَّة كَانَتْ؟ قَالَ عليهالسلام : (لِنِعْمَة أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَأَدَّى شُكْرَهَا ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لاَ يُحْجَبُ إِبْلِيسُ عَنْ دُونِ الْعَرْشِ ؛ فَلَمَّا صَعَدَ وَرَأَى شُكْرَ نِعْمَةِ أيُّوبَ حَسَدَهُ إِبْلِيسُ ؛ فَقَالَ : َيا رَبِّ إِنَّ أَيُّوبَ لَمْ يُؤَدِّ إِلَيكَ شُكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ إلاّ بِمَا أَعْطَيْتَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَوْ حَرَمْتَهُ دُنْيَاهُ مَا أَدَّى إِلَيكَ شُكْرَ نِعْمَة أَبَداً ؛ فَسَلِّطْنِي عَلَى دُنْيَاهُ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّهُ لاَ يُؤَدِّي إِلَيْكَ شُكْرَ نِعْمَة أَبَداً ؛ فَقِيلَ لَهُ : قَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى مَالِهِ وَوِلْدِهِ ، قَالَ : فَانْحَدَرَ إِبْلِيسُ فَلَمْ يُبْقِ لَهُ مَالا وَلاَ وَلَداً إلاّ أَعْطَبَهُ ، فَازْدَادَ أَيُّوبُ للهِ شُكْراً وَحَمْداً ؛ فَقَالَ : فَسَلِّطْنِي عَلَى زَرْعِهِ يَا رَبِّ ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، فَجَاءَ مَعَ شَيَاطِينِهِ فَنَفَخَ فِيهِ فَاحْتَرَقَ ، فَازْدَادَ أَيُّوبُ للهِ شُكْراً
__________________
(١) الكافي ٢/٣١٣/٣/ ١ ، وانظر الوسائل١/ ٧٥ ب ٢٣ من أبواب مقدّمة العبادات ، الحديث : ٥. وفي كلا المصدرين ومصادر أخرى (المنّ) لا المنّة.
(٢) الحجرات : ١٧.