وَعَثَرَاتِهِ ؛ يُرِيدُ فَضِيحَتَهُ وَهَتْكَهُ بِهَا ؛ أَمَا يَخْشَى أَنْ يَفْضَحَهُ اللهُ بِعَوْرَاتِهِ وَعَثَرَاتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ!)(١) ، وَلَقْدَ أَلْجَأْتَنِي إِلَى بَيَانِ مَا وَرَدَ فِي حَقِّكَ مِنَ الْمَذَامِّ ، وَأُبْدِي لِمَنْ حَلَلْتَ سَاحَتَهُ وَاتَّصَفَ بِكَ وَانْتَسَبَ إِلَيكَ مِنَ الْفَظَائِعِ العِظَامِ ، وَأُكِيلُ لَكَ بِالصَّاعِ الذِي كِلْتَ لِي فِيهِ ، وَمَا أَنَا عَلَيكَ بِمُعْتَد ، وَلاَ لَكَ بِظَالِم ؛ لأنَّ الْبَادِئَ أَظْلَمُ ، وَلاَ أَذْكُرُ فِي هَذَا الشَّأْنِ إلاّ مَا وَرَدَ فِي الذَّمِّ لَكَ ، وَلِمَنِ اتَّصَفَ بِكَ فِي نَصِّ الْقُرْآنِ ، وَحَدِيثِ فَخْرِ بَنِي عَدْنَانَ ، وَآلِهِ أَئِمَّةِ الْخَلْقِ مِنَ الإِنْسِ وَالْجَانِّ ، وَكَفَى بِالعَاقِلِ ذَمّاً أَنْ يَنْسَى عُيُوبَ نَفْسِهِ وَمَساوِئِهَا ، وَيذْكُرَ عُيُوبَ غَيْرِهِ وَمَساوِئِهِ ؛ وَهَلاَّ ذَكَرْتَ مَحَاسِنِي وَمَحاسِنَ آَثَارِي كَمَا نَسَبْتَ لِي الْعُيوبَ وَالْمَسَاوِئَ ، وَاسْتَطْرَدْتَ ذِكْرَ مَحَاسِنِ آثَارِكَ ؛ فَلَقَدْ (حَفِظْتَ شَيْئاً وَغَابَتْ عَنْكَ أَشْيَاءُ)(٢) ، وَسَيُرِيكَ اللهُ مِنْكَ بِمَا أُلْقِيهِ مِنَ الْمَقَالِ فِي هَذَا الْمَجَالِ
__________________
(١) الحديث في الكافي ٢/ ٣٥٥/٥/١ عن علي بن إسماعيل عن ابن مسكان عن محمّد أو الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تطلبوا عثرات المؤمنين فإنّه من تتبّع عثرات المؤمنين [أخيه ـ خ ل] تتبّع الله تعالى عثرته ومن تتبّع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته).
(٢) هذا تضمين لقول أبي نواس :
قل لمن يدّعي في العلم فلسفة |
|
حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء |
راجع ديوانه : ٨ ، وهذا البيت في هجاء النظام أبي إسحق إبراهيم بن سيّار بن هاني البصري ابن أخت أبي الهذيل العلاّف شيخ المعتزلة ، وكان النظام صاحب المعرفة بالكلام أحد رؤساء المعتزلة أستاذ الجاحظ وأحمد بن الخالط ، كان في أيّام هارون الرشيد وقد ذكر جملة من كلماته وعقائده في كتاب الحسنية المعروف ، وإيّاه عني أبو