(وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى)(١) ، وَأَكْبَرُ مِنْ هَذَا تَمَنِّي النَّبىِّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاودَ عليهالسلام وُجُودِي عِنْدَهُ ؛ فَقَالَ أَيْضاً حَاكِياً ذَلِكَ عَنْهُ : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَ يَنْبَغِي لأحَد مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)(٢) ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ الْكَرِيمَةِ ، وَإِلَيكَ مَا فِي الْحَدِيثِ المُسْتَفِيضِ وُرُوداً عِنْدَه (صلى الله عليه وآله) : (نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الآَخِرَةِ الْغِنَى)(٣) ، وَفِي آخَرَ بَدَلُ الغِنَى (المَالُ) ، وَهُوَ غَيْرُ مُضِرّ ؛ لأَنَّ الْمَالَ آثَارِي ، وَلَوْلاَ وُجُودِي وَنَفَحَاتُ جُودِي لَمَا قَدِرَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ عَلَى الظَّفَرِ بِثَوابِ القُرْبَانِ ، وَفِعْلِ المَبرَّاتِ وَالْخَيْرَاتِ ، وإِيْتَاءِ الزَّكَواتِ ، وإِعْطَاءِ الصَّدَقاتِ ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ بِالنَّفَقَاتِ ، وَدَفْعِ الشَّدَائِدِ المُهِمَّاتِ ، وَقَضَاءِ الْحَاجَاتِ وإِنْجَاحِ الطَّلِبَاتِ ، وَبَذْلِ المَعُونَاتِ ، وَالسَّيرِ إِلَى الحَجِّ ، وَزِيَارَةِ مَرَاقِدِ الأَئِمَّةِ الهُدَاةِ ، وَبِنَاءِ مَسَاجِدِ العِبَادَاتِ ، وَتَشْييدِ المَدَارِسِ والرِّبَاطَاتِ(٤) ، وَتَعْميرِ قُبورِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) وآلِهِ عَلَيهِمُ السَّلامُ سَادَةِ السَّادَاتِ ؛ بَلْ لَمْ يَتَيسَّرْ لَوْلاَ رَشَحَاتِي لِكُلِّ أَحَد فَعَلَ المَثُوبَاتِ ، وَلاَ حَصَل َلهُمْ أَسْنَى البِضَاعَاتِ وَالتِّجَارَاتِ المُتَوَقِّفِ عَلَيْها وُجُودُ جُلِّ الطَّاعَاتِ ، وَلاَ قَامَ لَهَا فِي هذَا الْعَالَمِ عَمُودٌ ، وَلاَ
__________________
(١) الضحى : ٨.
(٢) سورة ص : ٣٥.
(٣) في النصّ عن النبي (صلى الله عليه وآله) : (نعم العون على تقوى الله الغنى) ، وعن الباقر : (إنّ نعم العون الدنيا على طلب الآخرة) ، وعن الصادق : (إنّ نعم العون على الآخرة الدنيا). الكافي ٥/٧١/١/١ ، من لا يحضره الفقيه ٣/١٥٦/ ٣٥٧٠ ، الوسائل ١٢/١٦ ، الباب ٦ من أبواب مقدّمات التجارة ، الحديث ١.
(٤) يقصد بها موضع المرابطة.