وقد نوّه المحدّث النوري من خلال الإشارة إلى عبارتي مقدّمة البحار إلى وجود تحريفات في نقل صاحب الروضات(١) ، فمن خلال عبارتي العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار يتّضح أنّ هذين الكتابين ليسا من تأليف النعماني ، فما هو السبب الذي أدّى إلى مثل هذا الفهم الخاطئ لهاتين العبارتين؟
لكي نبيّن المنشأ الاحتمالي لهذا الخطأ ، يجب علينا أن نشير إلى عبارتي مقدّمة بحار الأنوار لكي يمكننا أن نبيّن سبب مثل هذا الخطأ ؛ ففي الفصل الأوّل من مقدّمة بحار الأنوار الذي يبحث في تعريف مصادر البحار ومؤلّفيها قد ورد عنوان كتاب جامع الأخبار ، وقد شغل ما يقرب من الستّة أسطر من البحث في بيان مختلف الاحتمالات بشأن مؤلّف الكتاب ، ثمّ قال : «وكتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزّكي محمّد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني»(٢).
إنّ مقارنة هذه العبارة بالعبارة المنقولة في روضات الجنّات ، ينشأ منها هذا الاحتمال ، وهو أنّ صاحب الروضات لم يراجع هذا النصّ بصورة تفصيلية ، وإنّما راجع نصّاً يقتصر على ذكر أسماء مصادر البحار ومؤلّفيها ، وقد حُذفت منها المسائل المرتبطة بالاحتمالات الواردة بشأن مؤلّف كتاب جامع الأخبار ؛ ولذلك ذهب به التصوّر إلى أنّ كتاب جامع الأخبار مثل كتاب
__________________
المجلسي يعتبر جامع الأخبار من أجلّ الكتب. وقد فهم كتّاب الفهارس من عبارة الروضات الاحتمال الأوّل.
(١) خاتمة المستدرك ، ج ٣ ، (مستدرك الوسائل ، ج ٢١) ، ص ٢٧١.
(٢) بحار الأنوار ، ج ١ ، ص ١٣ ـ ١٤.