الغيبة هو من تأليف النعماني.
أمّا نسبة نثر اللآلئ إلى النعماني فقد نشأ من خطأ مضافاً إلى الخطأ الذي مرّ آنفاً فقد جاء في الفصل الثاني من مقدّمة البحار ـ الخاصّ ببيان اعتبار مصادر الكتاب ـ كلام العلاّمة المجلسي بشأن كتاب عوالي اللآلئ(١) ، وقال : إنّ مؤلّف هذا الكتاب لم يميّز التستّر من اللّباب ، فقد اكتفى بذكر بعض نقوله في بحار الأنوار. ثمّ قال : «ومثله كتاب نثر اللئالي وكتاب جامع الأخبار. وكتاب النعماني من أجلّ الكتب ، وقال الشيخ المفيد رحمه الله في إرشاده ...». (وقد أورد هنا عبارة المفيد في الثناء على كتاب الغيبة للنعماني)(٢).
وكأنّ عبارة (ومثله) لم تكن في نسخة صاحب الروضات ، أو أنّه لم يلتفت لها ، فلذلك ظنّ أنّ عبارة (من أجلّ الكتب) قد جاء في شأن كتاب نثر اللآلئ وجامع الأخبار كذلك ، وحيث إنّه تصوّر أنّ جامع الأخبار من تأليف
__________________
(١) الصحيح أنّ اسم هذا الكتاب هو العوالي بـ (العين المهملة) ، انظر : خاتمة المستدرك ، ج ١ (مستدرك الوسائل ، ج ١٩) ، ص ٣٤٤.
(٢) بحار الأنوار ، ج ١ ، ص ٣١ ، جدير بالذكر أنّ عبارة (وكتاب النعماني) لم ترد في نقل صاحب الروضات ، من هنا يحتمل عدم ورود حرف العطف (و) قبل (كتاب النعماني) في نسخة صاحب الروضات من البحار ، أو أنّ صاحب الروضات لم يلتفت إلى حرف العطف ، وعليه فقد اعتبر (كتاب النعماني) توضيحاً لجامع الأخبار ، وقد حذفه اختصاراً. وهذا الاحتمال ينسجم مع الاحتمال الذي ذكرناه أوّلاً (وهو أنّ صاحب الروضات ربّما تصوّر أنّ العلاّمة المجلسي يرى أنّ جامع الأخبار هو نفسه كتاب الغيبة).