قريش في القراءة
المصحفية زمن عثمان ، وكتابة نص متكامل لهذا التوحيد ، في المصحف الأمام المتداول
إلى اليوم مرسومه ، إلا أن ذلك النص ـ مضافاً إلى تسويته بالخط الكوفي القديم ـ
جاء مجرداً : « من النقط والشكل ، ليحتمل ما صح نقله ، وثبتت تلاوته عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ كان الإعتماد على الحفظ ، لا مجرد
الخط » .
ورسم المصحف ـ كما سنفصل القول فيه بإذن
الله تعالى ـ جاء مجرداً من كل علامات الشكل والنقط والأعجام ، لأنهم كانوا
يستحبون تلخيص القرآن من كل الزوائد على الخط الكوفي ، ولما أورده جملة من أهل
العلم ـ من قول مشترك يحتمل عدة معان ـ أن السلف كانوا يقولون : « جردوا القرآن
ولا تخلطوه بشيء » .
فلم تكتب مضافاً إلى إهمال النقط
والأعراب ، حتى أسماء السور ، ولم يدون عدد آياتها ، ولا الإشارة إلى مكيها
ومدنيها.
وقد اختلفوا فيما تبين فيه القراءة من
الشكل ، وكان اختلافهم مبنياً على قناعات خاصة في أغلب الأحيان.
فقد كره إبراهيم النخعي الكوفي ( ت : ٩٦
ه ) نقط المصاحف .
وكره جملة الزيادات التوضيحية في
المصاحف كل من : محمد بن سيرين ( ت : ١١٠ ه ) والحسن البصري ( ت : ١١٠ ه ) .
وكان ذلك منهم بعناية الحفاظ على الشكل
الأول للمصحف ، وقد يغلب على ظنهم احتمال التحريف لو أباحوا ذلك ، وقد يكون ذلك
بداعي المغالاة في تقديس الرسم الأول ، بينما أفتى النووي باستحباب نقطه وشكله
صيانة له عن اللحن والتحريف .
__________________