السابع
لا
يخفى أنّ تبادر المعنى من اللفظ ، وانسباقه إلى الذهن من نفسه ـ وبلا قرينة ـ علامة
كونه حقيقة فيه ، بداهة أنّه لو لا وضعه له ، لما تبادر [١].
ولا
يقال : كيف يكون علامة؟ مع توقفه على العلم بأنّه موضوع له ، كما هو واضح ، فلو
كان العلم به موقوفا عليه لدار.
فإنّه
يقال : الموقوف عليه غير الموقوف عليه ، فإنّ العلم التفصيلي ـ بكونه موضوعا له ـ موقوف
على التبادر ، وهو موقوف على العلم الإجمالي الارتكازي به ، لا التفصيلي ، فلا
دور.
هذا
إذا كان المراد به التبادر عند المستعلم ، وأمّا إذا كان المراد به التبادر عند
أهل المحاورة ، فالتغاير أوضح من أن يخفى.
______________________________________________________
مركب يكون
الانتقال إجماليا ، كما ينتقل إلى ما يراد من لفظ الدار من المعنى إجمالا بسماع
لفظ الدار ، وينتقل إليه تفصيلا فيما إذا ذكر العرصة التي عليها الجدران وفيها
البيوت وسائر المرافق ومدخلها من الباب.
علائم الحقيقة والمجاز
التبادر :
[١] بعد ما ثبت
بطلان الدلالة الذاتية ، بحيث يكون اللفظ دالّا على معنى بلا جعل قرار ، فإنّه لو
كان اللفظ بنفسه مقتضيا للانتقال إلى معناه لما كان أحد جاهلا باللغات ، يكون
التبادر والانسباق معلولا للعلم بالوضع ، ولا يكفي فيه ثبوت الوضع واقعا ، فإنّه
من الواضح أنّه لو لم يكن علم بالوضع لم يكن انسباق وتبادر ، فالانسباق معلول
للعلم بالوضع ، ولو كان العلم بالوضع أيضا حاصلا من الانسباق ، كما