.................................................................................................
______________________________________________________
مثلا قوله سبحانه (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(١) في واقعها بيان لعدم عذرية الجهل بترك الفحص ومخالفة الحقّ اعتقادا أو عملا في الأصول والفروع ، وأنّ الشخص مع تمكّنه من الوصول إلى الحقّ ـ ولو بالسؤال عمن يعلم ذلك الحقّ ـ إذا تركه ، يؤاخذه الله به ، وأنّ ترك السؤال ممن يعلم الحقّ ـ ولو لعدم إحرازه أنّه يعلم الحقّ ، مع تمكّنه من إحراز أنّه يعلمه ولو بالفحص ـ لا يكون عذرا ، ومن أظهر مصاديق هذا المعنى عدم الرجوع في تعلّم الأحكام الشرعية إلى الائمة (صلوات الله عليهم أجمعين) كما ورد في عدّة من الروايات «نحن أهل الذكر ونحن المسئولون أمر الناس بسؤالنا» (٢).
مع أنّ ظاهر الآية الأمر بسؤال علماء الأديان الأخرى عمّا يردّد على أسماع الناس من أنّ النبوّة تناسب الملك لا البشر ، فينبغي أن يكون رسول ربّ العالمين ملكا لا يأكل الطعام ، وقد ذكر سبحانه (٣) أنّ هذه الوسوسة لا تكون عذرا لهم في ترك الإيمان بالنبي صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّ أنبياء السلف كانوا رجالا ، ويمكن تحصيل العلم بذلك بسؤال علماء الأديان السابقة.
وبالجملة لا ينحصر البطن للقرآن بما ذكره ثانيا من لوازم معناه المستعمل فيه.
ثمّ إنّ ثبوت البطون للقرآن وقصور أذهاننا نوعا عن الوصول إليها من غير ورود حجّة معتبرة عن الأئمّة عليهمالسلام لا يمنع عن اعتبار الكتاب المجيد بالإضافة إلى
__________________
(١) سورة النحل : الآية ٤٣ ؛ وسورة الأنبياء : الآية ٧.
(٢) الأصول من الكافي : ١ / ٢١٠.
(٣) سورة الفرقان : الآيات ٧ ـ ٢٠.