وعن عليّ بن محمّد ، عن أحمد بن راشد ، عن بعض أهل المدائن قال : كنت حاجّاً مع رفيق لي فوافينا الموقف ، فإذا شاب قاعد عليه إزار ورداء وفي رجليه نعل أصفر ، قومت الإزار والرداء بمائة وخمسين ديناراً ، وليس عليه أثر السفر ، فدنا منّا سائل فرددناه ، فدنا من الشاب فسأله فحمل شيئاً من الأرض وناوله ، فدعا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال ، فقام الشاب وغاب عنّا ، فدنونا من السائل فقلنا له : و يحك ما أعطاك ؟ فأرانا حصاة ذهب مضرّسة قدّرناها عشرين مثقالاً ، فقلت لصاحبي : مولانا عندنا ونحن لا ندري ، ثمّ ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف كلّه فلم نقدر عليه ، فسألنا من كان حوله من أهل مكّة والمدينة ؟ فقالوا : شاب علوي يحجّ في كلّ سنة ماشياً (١) .
وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللَّه الصادق عليهالسلام قال : « لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولا بدّ له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلثين من وحشة » (٢).
وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبد اللَّه عليهالسلام : « للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والاُخرى طويلة ، الغيبة الاُولى لا يعلم بمكانه إلّا خاصّة شيعته ، والاُخرى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصّة مواليه » (٣) إلى غير ذلك ممّا في هذا الكتاب المشهور .
__________________
(١) الكافي ١ : ٣٣٢ / ١٥ .
(٢) نفس المصدر ١ : ٣٤٠ / ١٦ .
(٣) نفس المصدر ١ : ٣٤٠ / ١٩ .