رفعت عنه في ذلك الوقت ، ولم يكن في الدار أحد ، فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأن بحراً فيه ، وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنّه على الماء ، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئةً قائم يصلّي ، فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا ، فسبق أحمد بن عبد اللَّه ليتخطّى البيت فغرق في الماء إلى آخر ما يقرب ممّا تقدّم في خبر شواهد النبوّة للجامي (١) ، وليس فيه ذكر للسرداب أصلاً ..
إلّا أنّ القطب الراوندي (٢) ذكر في الخرائج هذا الخبر ، ثمّ قال في موضع آخر على ما نقله عنه بعض أصحابنا و إن لم نجده فيما عندي من نسخة : ثمّ بعثوا عسكراً كثيراً ، فلمّا دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة القرآن ، فاجتمعوا على بابه وحفظوه حتّى لا يصعد ولا يخرج وأميرهم قائم حتّى يصل العسكر كلّهم ، فخرج من السكّة التي على باب السرداب ومرّ عليهم فلمّا غاب قال الأمير : أنزلوا عليه . فقالوا : أليس قدّ مرّ عليك . فقال : ما رأيت . وقال : ولِمَ تركتموه ؟ قالوا : إنّا حسبنا أنّك تراه (٣) .
والظاهر أنّ هذا الخبر هو الوجه في تسمية السرداب بسرداب الغيبة في لسان بعض العلماء في خصوص كتب المزار (٤) ، والذي نسبوه إليهم من أنّه دخل السرداب واُمّه تنظر إليه وغاب ، ليس في كتبنا أثر ولا عليه دلالة فراجع .
__________________
(١) شواهد النبوة : ٢٧٨ .
(٢) الشيخ الأقدم سعيد بن هبة اللَّه بن الحسن ، قطب الدين أبو الحسين الراوندي ، أحد أعيان العلماء ومشاهيرهم ، توفّي سنة ٥٧٣ ه . أعيان الشيعة ٧ : ٢٦٠ .
(٣) عنه في بحار الأنوار ٥٢ : ٥٢ ـ ٥٣ / ٣٧ ، وانظر الخرائج والجرائح ١ : ٤٦٠ / ٥ ١ و ٢ : ٩٤٢ .
(٤) المزار الكبير : ٦٥٧ .