وما شرف السرداب إلّا لأنّه |
|
غدا لهم بيتاً به برهة قروا (١) |
وقال هذا المتكلّم قبل هذا الكلام : وأعجب الأعاجيب أنّ جمعاً من أعلام العلماء الذين نالوا في مراتب المتعارفة والتأليف والرئاسة والذكر والاشتهار الدرجة العالية ومع ذلك ينسبون إلى معاشر الإماميّة أشياء لا أصل لها ولا ذكر لها في كتب الشيعة قديماً وحديثاً ، و يفترون عليهم ، ثمّ يقبّحونهم ويضحكون عليهم ، ويثيرون العوام الجهلاء ، و يلقون العدواة والبغضاء ، ومع ذلك يوجد في مؤلّفاتهم : أنّ الشيعة بيت الكذب ، وها أنا اُوضّح بعض مفترياتهم في هذا المقام ممّا يتعلّق بولادة المهدي عليهالسلام ومحلّها ، وقس عليه سائر المواضع وهي:
الأوّل : أنّ الذين أنكروا ولادة المهدي إذا تعرّضوا لذكرها نسبوا القول بالولادة إلى الإماميّة أو الشيعة أو الرافضة ، والقول بعدمها إلى السنّة والجماعة ، مع أنّ جمعاً غفيراً منهم وافقوا الإماميّة وصرّحوا في مؤلّفاتهم ما يقرب من أربعين وأغلبهم من العلماء والحفّاظ وأهل الكشف والمعرفة المذكورين في التراجم بكلّ جميل ، أليس نسبة العدم إليهم حينئذ كذباً صريحاً ؟ ! واحتمال عدم اطّلاع هؤلاء المهرة على ذلك بعيد غايته ، بل احتمال التعمّد في هذا الكذب لمصلحة جوّزته أولى من نسبة الجهل إليهم مع تبحّرهم وطول باعهم .
الثاني : إذا ذكروا ترجمة أبي محمّد الحسن العسكري ذكروا فيها أو في ترجمة ولده الحجّة عليهماالسلام أنّ الإماميّة يقولون : إنّ الحجّة دخل السرداب وغاب فيه فلم يخرج إلى الآن ، ثمّ نقل ذلك عن الذهبي في تاريخ
__________________
(١) القصيدة في كشف الأستار للمحدّث النوري : ٢٢٨ ، وإلزام الناصب ٢ : ٣٧٨ .