وأسند أيضاً في الباب السادس عشر من كتاب البيان من طريق الطبراني في المعجم ، وطريق أبي نعيم في كتاب مناقب المهدي عن أبي قبيل ، عن عبد اللَّه ابن عمر قال : يخرج من ولد الحسين من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدّمها واتّخذ فيها طريقاً (١) ، انتهى .
ثمّ قال ابن تيميّة في الصفحة المذكورة ما لفظه : وأحاديث المهدي معروفة رواها الإمام أحمد وأبو داوُد والترمذي وغيرهم ، كحديث عبد اللَّه ابن مسعود ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « ولو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً » (٢) . انتهى (٣) .
أقول : سبحان اللَّه ما قوى ابن تيميّة على التدليس يسوق الكلام على وجه يعتقد الناظر أنّ لفظ الحديث الذي ذكره عن عبد اللَّه بن مسعود رواه الإمام أحمد وأبو داوُد والترمذي .
بل صرّح بهذا الكذب في صفحة ٢١١ من الجزء الرابع قال : فصل : وأمّا الحديث الذي رواه عن ابن عمر عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : «يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وذلك هو المهدي» (٤) .
فالجواب : أنّ الأحاديث التي يحتجّ بها على خروج المهدي أحاديث
__________________
(١) البيان المطبوع ذيل كفاية الطالب : ٥١٣ ، وفي ذيل إلزام الناصب : ، وانظر الفتن لنعيم بن حمّاد : ٢٦٣ / ١٠٥٣ ، وعقد الدرر : ١٧٠ .
(٢) سنن أبي داوُد ٤ : ١٠٦ / ٤٢٨٢ ، سنن الترمذي ٣ : ٣٤٣ / ٢٣٣٢ ، والمعجم الكبير للطبراني ١٠ : ١٣٥ / ١٠٢٢٢ ، وانظر مسند أحمد ١ : ٣٧٦ ـ ٣٧٧ .
(٣) منهاج السنّة ٤ : ٩٥ .
(٤) تذكرة الخواص : ٣٢٥ ، عقد الدرر : ٥٦ .