إليه)(١) كالاُصول الكلاميّة ، والفروع الفقهية ، وعلم التفسير ، وعلم الصرف ، وعلم النحو ، وغيرها ، فإنّ خرقة المشايخ تنتهي إليه ، وابن العبّاس رئيس المفسّرين تلميذه ، وأبو الأسود الدؤلي دوّن النحو بتعليمه وإرشاده(٢).
(وأخبر هو بذلك) حيث قال : والله لو كُسِرَت لي الوسادة لحكمتُ(٣)بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجليهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم(٤) ، والله ما نزلت من آية في برّ أو بحر ، أو سهل أو جبل ، أو سماء أو أرض ، أو ليل أو نهار ، إلاّ أنا أعلم فيمن نزلت ، وفي أىّ شيء نزلت(٥). وإذا كان أعلم يكون أفضل.
__________________
(١) كتاب الأربعين: ٤٥٧ ، سفينة النجاة: ٣٦٩.
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : لمّا ثبت عند الكلّ أنّه قال للأسود الدؤلي الكلام كلّه ثلاثة أشياء ، اسم وفعل وحرف ، وعلّمه وجوه الإعراب ، فقال عليه السلام : كلّ فاعل مرفوع ، وكلّ مفعول منصوب ، وكلّ مضاف إليه مجرور ، والقوّة البشرية لا تفي بهذا الحصر ، فدلّ على اختصاصه عليه السلام بالقوى الربّانية والاُمور الفيضية التي لم تحصل لغيره. ١٢ شرح زاد المسافرين.
(٣) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : قال أبوهاشم : التوراة منسوخة فلزم تجويز الحكم بها ، قلنا : لعلّ مراده بيان كمال علمه بالأحكام المنسوخة منها والناسخ لها من القرآن ، ولعل المراد ذلك بتقدير جواز القضاء للمسلمين فيما بين اليهود والنصارى ، أو المراد استخراج ما فيها من الأدلّة الدالّة على نبوّة محمّد صلّى الله عليه وآله ١٢ ، من لباب الأربعين.
(٤) شرح الأخبار للقاضي نعمان : ٢ / ٣١١ ، العمدة لابن البطريق : ٢٠٨ ، عوالي اللئالي : ٤ / ١٨.
(٥) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : ٥١٧ ، كتاب الأربعين : ٤٢٧ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٦ / ١٣٦ المواقف : ٣ / ٦٢٧.