وكانت الراية بيد عليّ عليه السلام ، فأصابه رمد ، فسلّم النبي صلّى الله عليه وآله الراية إلى أبي بكر ، وانصرف(١) مع جماعة ، فرجعوا منهزمين خائفين ، فدفعها من الغد إلى عمر ، ففعل مثل ذلك.
فقال صلّى الله عليه وآله : لأسلّمنّ الراية غداً إلى رجل يحبّه الله تعالى(٢) ورسوله ، ويحبّ الله تعالى ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، إيتوني بعليّ عليه السلام(٣) فقيل : به رمد ، فتفل في عينيه(٤) ودفع الراية إليه ، فقتل مرحباً(٥) ، فانهزم أصحابه ، وغلّقوا الأبواب ، ففتح عليّ الباب ، وأقلعه وجعله جسراً على الخندق ، وعبروا وظفروا ، فلمّا انصرفوا ، أخذه بيمينه ورماه(٦)أذرعاً ، وكان يغلقه عشرون رجلاً() ، وعجز المسلمون عن نقله حتّى نقله
__________________
(١) في (م) : (وتوجّه) بدل من : (وانصرف).
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : وكيفية الواقعة يدلّ على أنّ الأوصاف المذكورة ما كانت حاصله في أبي بكر وعمر ، فإنّ الملك إذا أرسل رسولاً في مهمّ، ففرّط الرسول في ذلك المهمّ فغضب الملك، ثمّ قال: لأرسلنّ غداً رسولاً كيت وكيت، علمنا أنّ الأوصاف المذكورة ما كانت حاصلة في الأوّل، وليس هذا استدلالاً بدليل الخطاب، بل كيفية الأحوال الجارية، ١٢ من اللّباب.
(٣) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه:
آنكه بعد از دگران روى به خيبر چو نهاد آسمان طبل ظفر كوفت كه النصرة لك.
(٤) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : التفل : آب دهن بينداختن. ١٢.
(٥) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٥٦ ، تذكرة الفقهاء : ٩ / ٧٩.
(٦) (ودحاه)خ ل.
(٧) قوله : (رجلاً) ليس في (م).