سبعون رجلاً.
وقال عليّ(١) عليه السلام : «ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانية ولكن قلعته بقوّة ربّانية»(٢).
__________________
(١) قوله : (عليّ) ليس في (م).
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : فيه : أنّ الكرّ والفرّ من آثار الشجاعة والجبن اللذين هما من الأخلاق الباطنية دون الحسّية ، وأيضاً قال الإمام الرازي في كتاب الأربعين : الحجّة الخامسة : التمسّك بفتح خيبر وقالوا : «روي أنّه عليه السلام بعث أبا بكر إلى خيبر ، فرجع منهزماً ، ثمّ بعث عمر فرجع أيضاً منهزماً. وبلغ ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فبات مهموماً. فلمّا أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية. فقال : لأعطينّ الراية اليوم رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، فتعرّض لها المهاجرون والأنصار ، فقال النبي عليه السلام : أين عليّ؟ فقيل : إنّه أرمد العينين. فدعا له ، وتفل في عينيه ، ثمّ دفع إليه الراية» ، ثمّ قالوا : هذا ، الحديث.
وكيفية هذه الواقعة يدلّ على أنّ ما وصف به النبي صلّى الله عليه وآله عليّاً لم يكن ثابتاً في أبي بكر وعمر ، لأنّهما رجعا منهزمين ، وغضب الرسول عليه السلام من ذلك ، ثمّ قال : لأعطينّ الراية رجلاً من صفته كذا وكذا ، وهذا يوجب أنّ شيئاً من هذه الصفات ما كان حاصلاً لأولئك الذين غضب عليهم ، ألا ترى أنّ ملكاً حصيفاً لو أرسل رسولاً إلى غيره في مهمٍّ ، ففرّط الرسول في أداء تلك الرسالة ، فغضب الملك لذلك ، وقال : لأرسلنّ غداً رسولاً حصيفاً حسن القيام بأدائها. لكان يعلم كلّ عاقل : أنّ الّذي وصف به الرسول الثاني وأثبته له ليس موجوداً في الأوّل. وليس هذا من باب دليل الخطاب ، وإنّما هو استدلال بكيفية ما جرت الأحوال عليه.
وجوابها : أنّ ذلك الكلام يفيد أنّ مجموع الصفات المذكورة في مدح الثاني غير حاصلة للأوّل ، فلمّا قال : لاُعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله