وآله بابنتيه ، وبشّره بالجنّة وأثنى عليه.
وكيف يخذلونه ، وقد كان من زمرتهم وطول العمر في نصرتهم ، وعلموا سابقته في الإسلام ، وخاتمته إلى دار السلام ، لكنّه لم يأذن لهم في المحاربة ، ولم يرض بما حاولوا من المدافعة تجانباً(١) عن إراقة الدماء ، ورضى بسابق القضاء ، ومع ذلك لم يدع الحسن والحسين عليهما السلام في الدفع عنه مقدوراً ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً.
ومنها : (أنّه لم يحضر المشاهد الثلاثة ، وإليه أشار بقوله : وعابوا غيبته عن بدر وأُحد والبيعة)(٢) ، أي بيعة الرضوان(٣)(٤) وذلك نقصٌ بيّن في
__________________
ولنعم ما قيل :
مخالفان علي را نماز نيست درست |
|
اگر چه پينه اشتر كنند پيشاني |
(١) في (م) : (تحامياً) بدل من : (تجانباً).
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : يحتمل أن يكون مجروراً معطوفاً على بدر للتقدّم أو أُحد للقرب ، وحينئذ مفاد العبارة ما فهمه الشارح ، ويحتمل أن يكون منصوباً عطفاً على غيبته بأن يكون مفعول (عابوا) ، وحينئذ مفاد العبارة أنّهم عابوا أيضاً البيعة منه مع وجود الأفضل الذي هو أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذا إن كان مشتركاً بينه وبين من تقدّمه إلا أنّه كان في غاية المفضولية عندهم دونهما ، فلذلك خصّوا العيب به ، فتأمّل ١٢.
(٣) كتاب الأربعين : ٦١٤ ، الشافي في الإمامة : ٢٢٤ ، مناقب أهل البيت (شيرواني) ٣٦٧ ، الغريب : ١٠ / ٧٠.
(٤) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : وهي التي أشار إليها سبحانه وتعالى في قوله : (لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) [سورة الفتح : ١٨] ، ١٢ وكانوا أربعين نفراً من الأكابر ١٢.