وأجيب عن الأوّل : بأنّه اجتهد ورأى أنّه لا يلزمه حكم هذا القتل ، لأنّه قد وقع قبل عقد الإمامة له. وعن الثاني بأنّه أخّر الحدّ ليكون على ثقة من شربه الخمر ، وقبل أن يتيقّن قضى نحبه ، وآل الأمر إلى عليّ عليه السلام فحدّه هو.
ومنها : (أنّه خذلته الصحابة حتّى قُتِل ، وقال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام : قتله الله(١) ولم يدفن إلى ثلاث) ، يعني أنّ الصحابة خذلوه ، وقد كان يمكنهم الدفع عنه ، فلولا عملهم باستحقاقه لذلك لما ساغ لهم تأخير نصرته ، سيّما الخذلان(٢). وقول عليّ عليه السلام : «قتله الله» يشعر بأنّ قتله كان بحقّ ، وعدم دفنهم إلى ثلاثة أيّام دليل على شدّة غيظهم عليه(٣). وما ذلك إلاّ لسلوك طريقة غير مرضية (٤).
وأجيب عنه : بأنّ حديث خذلان الصحابة ، وتركهم دفنه من غير عذر(٥) ، لو صحّ لكان قدحاً فيهم لا فيه(٦) ، ونحن لا نظنّ بالمهاجرين و
__________________
(١) في (م) (الله قتله) بدل من : (قتله الله).
(٢) في (م) (الدفن) بدل من : (الخذلان).
(٣) قوله (عليه) ليس في (م).
(٤) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : ٥١٧.
(٥) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : فيه : أنّ منع الصحّة سقيم ، إذ قد بلغ تحقيق ذلك في الشهرة والظهور ظهور النور على الطور.
(٦) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : لا يعمّهم لو ثبت عندهم حقيقة أقلّ ما في الباب إسلامه ، وليس فليس. ١٢.