أهل الكوفة عنها(١). وولّى عبد الله بن أبي سرح مصراً فأساء التدبير ، فشكاه أهلها وتظلّموا منه ، وولّى معاوية الشام ، فظهر منه الفتن العظيمة (٢).
وأُجيب عنه : بأنّه إنّما ولّى من ولاّه لظنّه أنّه من أهل الولاية ، ولا اطّلاع له على السرائر ، وإنّما عليه الأخذ بالظاهر ، والعزل عند تحقّق الفسق ، ومعاوية كان على الشام في زمن عمر أيضاً ، وإنّما ظهر منه الفتن في زمان علي عليه السلام(٣).
ومنها : (أنّه آثر أهله وأقاربه بالأموال العظيمة) وفرّقها عليهم مبذّراً في التفريق(٤) حتّى نقل أنّه دفع إلى أربعة نفر منهم أربعمائة ألف دينار(٥).
وأجيب : بأنّها لم تكن من بيت المال ، بل من خاصّة نفسه ، وتموّله وثروته مشهور ، وإيثار أقاربه بأموال خاصّته مستحسن شرعاً وعرفاً.
ومنها : (أنّه حمى الحمى لنفسه عن المؤمنين) وذلك خلاف الشرع ، لأنّ النبي صلّى الله عليه وآله جعل الناس في الماء والكلاء شرعاً(٦).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٢ / ١٢٩ ، وقوله : (عنها) ليس في (م).
(٢) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : ٥١٥.
(٣) في (م) زيادة : (أيضاً).
(٤) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : أي بلا رعاية الاعتدال. ١٢.
(٥) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ٥١٦ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٣ / ٣٣.
(٦) تلخيص الشافي : ٤ / ٥٦ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٣ / ٣٩.