يدلّ على جهله بالقرآن ، فإنّ تلك الحالة كانت حالة تشويش البال ، واضطراب الأحوال والذهول عن الجليّات والغفلة عن الواضحات حتّى أنّه قيل : إنّ بعض الصحابة في تلك الحالة طرأ عليه الجنون ، وبعضهم صار أعمى ، وبعضهم صار أخرس ، وبعضهم هام على وجهه ، وبعضهم صار مقعداً لا يقدر على القيام.
وفي قوله : كأنّي لم أسمع هذه الآية ، دلالة على أنّه سمعها وعلمها ، لكن ذهل عنها ، ويحتمل أنّه فهم من قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ على الدِّينِ كُلِّهِ)(١)(٢) وقوله تعالى : (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ)(٣)(٤) أنّه يبقى إلى تمام هذه الاُمور وظهورها غاية الظهور.
ومنها : (أنّه قال : كلّ الناس أفقه من عمر حتّى المخدّرات في الحجال لمّا منع من المغالاة في الصداق)(٥).
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : الشيعة قالت : المراد به صاحب الزمان عليه السلام ، لا النبي صلّى الله عليه وآله. ١٢
(٢) سورة التوبة : ٣٣.
(٣) سورة النور : ٥٥.
(٤) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : المراد منه الإمام المهدي (ع) ، لا النبي صلّى الله عليه وآله. ١٢
(٥) المبسوط للسرخسي : ١٠ / ١٥٣ كتاب الاستحسان ، السنن الكبرى ، للبيهقي : ٧ / ٢٣٣ ، باب ما يسحب من القصد في الصداق.