ومنها : (أنّ أبا بكر لم يتولّ عملاً في زمانه عليه السلام ، وبعثه النبي صلّى الله عليه وآله إلى مكّة ، وأعطاه سورة برائة ليقرأ على الناس فنزل جبرئيل عليه السلام وأمر بردّه ، وأخذ السورة منه ، وأن لايقرأها إلاّ هو أو واحد من أهله ، فبعث بها عليّاً عليه السلام) ، وأمره أن يأخذ منه السورة ويقرأها على أهل مكّة.
وأجيب : بأنّا لانمنع أنّه لم يتولّ عملاً في حياة النبي صلّى الله عليه وآله ، فإنّه أمّره على الحجيج في سنة تسع من الهجرة ، واستخلفه في الصلاة في مرضه ، وصلّى خلفه ، وأيضاً لا نمنع أنّه عزله عن قراءة سورة براءة ، بل المروي أنّه ولاّه الحجّ ، وأردفه بعليّ عليه السلام لقراءة سورة براءة ، وقال : لا يؤدّي عنّي إلاّ رجل منّي ، وذلك لأنّ عادة العرب أنّهم إذا أخذوا المواثيق والعهود (كان لا يفعل ذلك إلاّ صاحب العهد أو رجل من بني أعمامه) ، فجرى رسول الله صلّى الله عليه وآله على سابق عهدهم.
__________________
صلّى الله عليه وآله يبعث جيش أسامة طلباً لقصاص زيد ، وليبلغ خبر قوّة الإسلام إلى ملوك الشام ، فلا يقصدون المدينة ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يعلم موته ويخاف أنّه لو لم يبعث جيش أسامة قصد ملوك الشام المدينة بعد وفاته ، ولهذا كان يبالغ في بعث جيش أسامة انتهى كلامه. [انظر إحقاق الحقّ : ٢١٨٤ و ٢٦١].
ولا أقلّ نعلم من ذلك أنّ النبي صلّى الله عليه وآله لم يَرَ وجود تلك الجماعة في المدينة مصلحةً بعد وفاته فضلاً عن أن ينوط مصلحة الخلافة ببعض منهم ، تأمّل والتفت. ١٢.