أَمَرَ النبي صلّى الله عليه وآله أبا بكر وعمر وعثمان في أن ينفّذوا جيش أسامة ، فإنّه قال صلّى الله عليه وآله في مرضه الذي قضى فيه نحبه : نفّذوا جيش أسامة وكان الثلاثة في جيشه(١) ، وفي جملة من يجب عليه النفوذ معه ولم ينفذوا معه(٢) ولم يفعلوا ذلك ، مع أنّهم عرفوا قصد النبي صلّى الله عليه وآله ، لأنّ غرضه من التنفيذ من المدينة بُعد الثلاثة عنها(٣) ، بحيث لا يتواثبوا على الإمامة بعد موت النبي صلّى الله عليه وآله ، ولهذا جعل الثلاثة في الجيش ولم يجعل عليّاً عليه السلام(٤).
__________________
ابن عبد الكريم الشهرستاني في كتاب الملل والنحل : الخلاف الثاني في مرضه ، أنّه صلّى الله عليه وآله قال : جهّزوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلّف عنه ، فقال قوم : يجب علينا امتثال أمره ، وأسامة قد برز من المدينة ، وقال قوم : قد اشتدّ مرض النبي صلّى الله عليه وآله ، فلا تسع قلوبنا مفارقته والحالة هذه ، فنصبر حتّى نبصر أىّ شيء يكون من أمره. [الملل والنحل : ٢٣].
في (ح) : (التنفيذ) بدل من : (التبعيد).
(١) إعلام الورى بأعلام الهدى : ١ / ٢٦٥.
(٢) قوله : (ولم ينفذوا معه) ليس في : (ح).
(٣) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (نصوص اُخرى على إمامة أميرالمؤمنين عليهالسلام) : ٥٠٩.
(٤) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : أقول : ذكر سيّد المحدّثين رضي الله عنه في روضة الأحباب عند ذكر جيش أسامة ما هذه عبارته : وأعيان مهاجر وأنصار مثل أبو بكر صدّيق وعمر فاروق ، وعثمان ذي النورين ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبو عبيدة بن الجرّاح وسعيد بن زيد ، وقتادة بن النعمان