كان كاذباً لم يصلح أيضاً لانتفاء العصمة.
وأجيب : بأنّه على تقدير صحّته قصد به التواضع(١) ، وهضم النفس ، وقد ورد في الحديث : أنّ كلّ مولود له شيطان ، وقوله : «إن عصيت» شرطية لا يقتضي صدقها وقوع الطرفين.
ومنها : ما أشار إليه بقوله : (ولقول عمر : كانت بيعة أبي بكر فلتةً وقى الله شرّها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه)(٢).
يعني أنّها كانت فجأةً وبغتة (٣) عن خطأ لا عن تدبير(٤) وابتناء على أصل.
وأجيب : بأنّ المعنى أنّها كانت فجأةً وبغتةً وقى الله شرّ الخلاف الذي كاد يظهر عندها(٥) ، فمن عاد إلى مثل تلك المخالفة الموجبة لتبديل الكلمة فاقتلوه ، وكيف يتصوّر منه القدح في إمامة أبي بكر مع ما علم من مبالغته في تعظيمه ، وفي انعقاد البيعة (٦) له ومن صيرورته خليفة باستخلافه.
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : فيه : إنّ اعتراءه الشيطان إنّما يتحقّق لصدور المعصية ، وإلاّ فلا اعتراء ، وليس الاستدلال بالشرطيّة كما توهّمه المجيب ، وقد عرفت اشتراط الإمامة بالعصمة.
(٢) المعيار والموازنة : ٣٨ و ٣٢١ ح ٣٨ العثمانية للجاحظ : ٢٨٦ المسترشد : ٢١٣.
(٣) قوله : (بغتة) ليس في (م).
(٤) في (م) : (تدبّر) بدل من : (تدبير).
(٥) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : وقد يضاف الشيء إلى الشيء الذي ظهر عنده ، كقوله : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) [سورة سبأ : ٣٣]. هه.
(٦) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : فيه : أنّه لا منّة لأبي