فلجأ إلى قوم من عنزة ، ثم بعث إلى مالك بن مسمع يستجير به فأجاره ، وسأل من عليّ عليهالسلام له الأمان فآمنه (١).
وكان علي عليهالسلام قد نصب عبد الله بن عباس أميرا على البصرة كما مرّ ، فأرسل إليه وإلى عبد الله بن جعفر أن يكلّموا عليا عليهالسلام فيه فكلّموه فقال : هو آمن فليتوجّه حيث شاء (٢).
وروى المفيد عن أبي مخنف بسنده عن مساحق بن مخرمة القرشي (٣) ورواه القاضي المغربي (م ٣٦٣ ه) عنه أيضا قال : اجتمعت بعد الجمل مع نفر من قريش فيهم مروان بن الحكم ، فقال لبعض من حضره : والله لقد ظلمنا هذا الرجل (عليا عليهالسلام) ونكثنا بيعته من غير حدث ، ثم لقد ظهر علينا فما رأينا رجلا قط أكرم سيرة ولا أحسن عفوا منه بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله! فتعالوا ندخل عليه فنعتذر إليه مما صنعنا (٤)!
قال الواقدي : فاستشفعوا إليه بعبد الله بن العباس فشفّعه فيهم وأذن بدخولهم عليه ، حتى مثلوا بين يديه (٥) فلما همّ أن يتكلم متكلّمهم قال عليهالسلام : أنا أكفيكم إنما أنا رجل منكم ، فإن قلت حقا فصدّقوني ، وإن قلت غير ذلك فردّوا عليّ! ثم قال :
__________________
(١) أنساب الأشراف ٢ : ٢٦٣ ، الحديث ٣٣٦.
(٢) أنساب الأشراف ٢ : ٢٦٢ ، بسنده عن الصادق عن أبيه عن جدّه عن مروان نفسه!
(٣) الجمل للمفيد : ٤١٦.
(٤) شرح الأخبار للقاضي النعمان المصري المغربي ١ : ٣٩٢ ، الحديث ٣٣٣ ، والجمل للمفيد : ٤١٦ ، وأمالي الطوسي : ٥٠٦ ، الحديث ١١٠٩.
(٥) الجمل للمفيد : ٤١٣.