«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، من عبد الله عليّ بن أبي طالب. سلام عليكم. فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلّا هو ، أما بعد ، فإن الله ـ بمنّه وفضله وحسن بلائه عندي وعندكم ـ حكم عدل ، وقد قال سبحانه في كتابه ـ وقوله الحق : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ)» (١).
وإني والله اخبركم عنّا وعن من سرنا إليه من جموع أهل البصرة ومن سار إليهم من قريش وغيرهم مع طلحة والزبير ، ونكثهما على ما قد علمتم من بيعتي وهما طائعان غير مكرهين ؛ فخرجت من عندكم في من خرجت ، ممّن سارع إلى بيعتي وإلى الحق ، حتى نزلت ذا قار ، فنفر معي من نفر من أهل الكوفة.
وقدم طلحة والزبير البصرة وصنعا بعاملي : عثمان بن حنيف ما صنعا! فقدّمت إليهم الرسل وأعذرت كل الإعذار. ثم نزلت ظهر البصرة فأعذرت في الدعاء وقدّمت الحجة وأقلت العثرة والزّلة ، واستتبتهما ومن معهما من نكثهما بيعتي ونقضهما عهدي ، فأبوا إلّا قتالي وقتال من معي ، والتمادي في الغي ، فلم أجد بدا من مناهضتهم ، فناهضتهم بالجهاد ، فقتل الله من قتل منهم ناكثا وولّى من ولّى منهم.
وأخذت بالعفو فيهم ، وأجريت الحق والسنّة في حكمهم.
واخترت لهم عاملا استعمله عليهم هو عبد الله بن العباس.
وإني سائر إلى الكوفة إن شاء الله تعالى.
وكتب عبيد الله بن أبي رافع في جمادى الاولى من سنة ست وثلاثين من الهجرة (٢).
__________________
(١) الرعد : ١١ ، وهذا هو مورد نزولها في التغيير من الخير إلى الشر وليس العكس كما اشتهر أخيرا.
(٢) الجمل للمفيد : ٣٩٥ ـ ٣٩٦.