وقام زيد بن صوحان العبدي ـ وكان مقطوع اليد من يوم وقعة جلولاء (١) ـ فقال : أيها الناس ؛ سيروا إلى أمير المؤمنين ، وأطيعوا ابن سيّد المرسلين ، وانفروا إليه أجمعين ، تصيبوا الحقّ وتظفروا بالرشد ، ثم قال : قد والله نصحتكم فاتّبعوا رأيي ترشدوا (٢).
__________________
(١) شرح الأخبار للقاضي النعمان ١ : ٣٧٩ ، الحديث ٣٢١ ، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٨ : ٤٤٠.
(٢) الجمل للمفيد : ٢٤٨ وذكر من احتجاج عبد خير على الأشعري : أن قام إليه وقال له : يا أبا موسى أخبرني هل كان هذان الرجلان (طلحة والزبير) بايعا علي بن أبي طالب فيما بلغك وعرفت؟ قال : نعم ، قال : فهل أحدث عليّ حدثا يحلّ عقدة بيعته حتى تردّ بيعته كما ردّت بيعة عثمان؟ قال أبو موسى : لا أعلم! قال عبد خير : لا علمت ولا دريت! ثم قال له : يا أبا موسى أما تعلم أنها أربع فرق : عليّ بظهر الكوفة ، وطلحة والزبير بالبصرة ، ومعاوية بالشام ، وفرقة اخرى بالحجاز لا يجبى بها برّ ولا يقام بها حدّ ولا يقاتل بها عدو ، فأين القرآن من هذه الفتن؟!
فقال أبو موسى : الفرقة القاعدة عن القتال خير الناس!
فقال له عبد خير : يا أبا موسى لقد غلب على علمك!
ولم يذكر في هذه الأخبار استخلاف لأحد على الكوفة ، وإنما جاء في الطبري عن النميري البصري عن المدائني البصري : أن عليا عليهالسلام بعث بقرظة بن كعب الأنصاري مع الحسن وعمار أميرا على الكوفة ٤ : ٤٩٩ ، وفي مروج الذهب ٢ : ٣٥٩ ، وفي الجمل للمفيد : ٢٦٥ عن ابن عباس قال : وخلعت في الحال أبا موسى واستعملت مكانه قرظة بن كعب الأنصاري. ولكن فيه بعد هذا : وسيّرت لأمير المؤمنين سبعة آلاف رجل ولحقته بذي قار! وسيأتي ما ينافيه راجحا عليه قوة واعتبارا ويرجح أن يكون استخلفه عمار بن ياسر ؛ لأن قرظة كان مع عمار لما كان أميرا على الكوفة ثم في فتح تستر كما في القاموس ٨ : ٥٢٠ برقم ٦٠٦٠ ، وفي الطبري ٤ : ٤٨٢ : أن ابن عباس أرسل مع الأشتر