الفضل بن العباس ، فقلت له : قد بايع الناس أبا بكر. فسمعني أبوه العباس فقال : قد تربت أيديكم منها إلى آخر الدهر ، أما إني قد أمرتكم فعصيتموني (١)!
وزاد عنه اليعقوبي : قال : فعلوها وربّ الكعبة. وقال بعض بني هاشم : ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمد! وأضاف : وكان المهاجرون والأنصار لا يشكّون في علي (٢) قال : وخرج من الدار الفضل بن العباس فقال : يا معشر قريش ؛ إنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه ، ونحن أهلها دونكم ، صاحبنا أولى بها منكم. وخرج عتبة بن أبي لهب يقول شعرا :
ما كنت أحسب أنّ الأمر منصرف |
|
عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن |
عن أول الناس إيمانا وسابقة |
|
وأعلم الناس بالقرآن والسنن |
وآخر الناس عهدا بالنبيّ ومن |
|
جبريل عون له في الغسل والكفن |
من فيه ما فيهم لا يمترون به |
|
وليس في القوم ما فيه من الحسن (٣) |
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس الهلالي ٢ : ٥٧١ ، ٥٧٢ ، الحديث ٣ ، وعن الجوهري عن النميري البصري عن أبي سعيد الخدري عن البراء الأنصاري أيضا في شرح النهج للمعتزلي ١ : ٢١٩ و٢ : ٥١ وفيه (٢ : ٥٦) عن الجوهري عن رجل من بني زريق : أن عمر كان يومئذ محتجزا (متحزّما مؤتزرا بإزاره في وسطه) يهرول بين يدي أبي بكر وينادي : أنّ الناس قد بايعوا أبا بكر ... وفي الاحتجاج (١ : ١٠٥) مثله عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري. وفي أخبار الموفقيات : ٥٧٨ أقبلت الجماعة التي بايعته تزفّه إلى المسجد زفّا!
(٢) ومثله في الموفقيات : ٥٨٠ ، وقبله مثله عن أبان عن الحسن البصري في كتاب سليم ٢ : ٨٩٨.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤. وفي كتاب سليم ٢ : ٥٧٦ ، نسبها للعباس. وفي الجمل للمفيد : ١١٨ ، نسبها إلى عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب ، وأنه كان خارجا عن المدينة فحضر المسجد وقال ...