وهنا خبر آخر عن كتاب لأمير المؤمنين عليهالسلام بعد وقعة صفين وبعد مقتل محمد بن أبي بكر ، رواه الثقفي الكوفي (المتوفى ٢٨٣ ه) في «الغارات» عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه عبد الله البجلي الصحابي (١) قال : بعد مقتل محمد بن أبي بكر واغتصاب مصر دخل الحارث بن الأعور الهمداني وحبّة العرني وحجر بن عديّ الكندي وعبد الله (بن وهب الراسبي) (٢) وعمرو بن الحمق الخزاعي ، على عليّ عليهالسلام وهو مغموم حزين ، فقالوا له : بيّن لنا ما قولك في أبي بكر وعمر ... فقال لهم : أنا مخرج لكم كتابا أخبركم فيه عما سألتم ... فاقرؤوه على شيعتي وكونوا أعوانا على الحق. وهذه نسخة الكتاب :
من عبد الله علي أمير المؤمنين ، إلى من قرأ كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين :
السلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلّا هو. أما بعد :
فإن الله بعث محمدا صلىاللهعليهوآله نذيرا للعالمين وأمينا على التنزيل ، وشهيدا على هذه الأمة ، وأنتم يا معشر العرب يومئذ على شرّ دين وفي شرّ دار ، منيخون على حجارة خشن وحيّات صمّ ، وشوك مبثوث في البلاد. تشربون الماء الخبيث ، وتأكلون الطعام الجشب ، وتسفكون دماءكم ، وتقتلون أولادكم ، وتقطّعون أرحامكم ، وتأكلون أموالكم بينكم بالباطل. سبلكم خائفة ، والأصنام فيكم منصوبة ، والآثام بكم معصوبة ، ولا (يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)(٣) فمنّ الله عليكم بمحمد صلىاللهعليهوآله فبعثه إليكم ... فلما استكمل مدته من الدنيا توفّاه الله سعيدا حميدا ،
__________________
(١) انظر ترجمته في قاموس الرجال ٢ : ٧٤٥.
(٢) الإمامة والسياسة ١ : ١٥٤ ، وفي الغارات ١ : ٣٠٢ : عبد الله بن سبأ!
(٣) يوسف : ١٠٦.