ونتأمّل الأمر : بداية (أطلع) فـ(هتف) فـ(ألفاكم) ، فـ(ملاحظين) ، وبعد مدّة ليست بالقصيرة (حصل الاستنهاض) وهو أمر عملي فعلي عكس الأمور السابقة التي هي أمور نظرية تجريبية ، فالرابط (ثمّ) أوحت لنا الزهراء عليهاالسلام بهِ أنّ هناك مقدّمات لقضية الاستنهاض ضدّها ، ونهب تراثها ، وهو الاستعداد النفسي لهؤلاء القوم ، وهذا ما تطلّب مدّة من الزمن ومهلة.
لكنّ :
وفي معناها ثلاثة أقوال :
أحدها : وهو المشهور : أنّه واحد ، وهو الاستدراك ، وفسّر بأن تنسب لما بعدها حكماً مخالفاً لحكم ما قبلها ، ولذلك لابدّ أن يتقدّمها كلام مناقض.
والثاني : أنّها ترد تارة للاستدراك وتارة للتوكيد ، قاله جماعة ، وفسّروا الاستدراك برفع ما يتوهّم ثبوته نحو (ما زيد شجاعاً ، لكنّه كريم) لأنّ الشجاعة والكرم لا يكادان يفترقان ، فنفي أحدهما يوهم انتفاء الآخر ، و (ما قام زيد ، لكنّ عمراً قام) وذلك إذا كان بين الرجلين تلابس أو تماثل في الطريقة ، ومثّلوا للتوكيد بنحو (لو جاءني أكرمته لكنّه لم يجئ) فأكّدت ما أفادته لو من الامتناع.
والثالث : أنّها للتوكيد دائماً مثل إنّ ، ويصحب التوكيد معنى