كلمة العـدد :
الحضارات وجدلية الصراعات
هيئة التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
تمرّ الحضارات بالمراحل الثلاث التي يعبّر عنها علماء الاجتماع بمراحل سير الحضارات ، وهي عبارة عن النشوء والأوج والأفول ، ولكلّ مرحلة مقوّماتها وأسبابها ، وقوام جميع تلك المراحل يرجع إلى البعد المعنوي والقيم الإنسانية المتعالية لتلك الحضارات في كلّ مرحلة من المراحل (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً) ، وبذلك وصف الله عزّ وجلّ أمّة الرسول(صلى الله عليه وآله) من المؤمنين : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) ، وبسقوط القيم المعنوية تنهار الحضارات وتبدأ مرحلة الأفول وحقّ عليها قول الله عزّ وجلّ : (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) ، وبذلك ضرب الله مثلاً لانهيار الأمم وسقوط الحضارات بسقوط القيم المعنوية حيث قال في محكم كتابه : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَان فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) ، وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «إنّما هي أعمالكم تردّ عليكم» ، وهي لا تتعدّى كونها سنّة من السنن الإلهية (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ