كما يعتبر أبو الحسن علي بن ثابت بن أحمد بن إسماعيل النعماني الذي يروي عنه أبو الحسن الدارقطني (المتوفّى سنة ٣٤٥ للهجرة) ، من طبقة النعماني صاحب الغيبة أيضاً.
وقال ياقوت الحموي في هامش مدخل (النعمانية) ـ بعد ضبطها بضم النون ـ في كتاب معجم البلدان : «كأنّها منسوبة إلى رجل اسمه النُعْمان ؛ بُليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفّة دجلة ... وأهلها شيعة غالية كلّهم ... وقد نسب إليها قوم من أهل الأدب في كتاب ابن طاهر»(١).
ويمكن لنا ـ بالنظر إلى مذهب سكّان هذه المدينة ـ أن ننسب النعماني صاحب الغيبة إلى هذه المدينة أيضاً. ولكن لم يتّضح لنا من هو القائل بنسبة سكّان هذه المدينة إلى الغلوّ في التشيّع؟ وربّما تسرّبت هذه العبارة إلى معجم البلدان من كتاب ابن طاهر ، والمراد من ابن طاهر على ما يبدو هو أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي (المتوفّى سنة ٥٠٧ للهجرة) ، والذي ألّف كتاباً بعنوان المؤتلف والمختلف ، وقد طبع هذا الكتاب في لندن سنة (١٨٩٠ للميلاد) على يد المستشرق (دي بونك) تحت عنوان الأنساب المتّفقة في النقط والضبط(٢).
ومهما يكن فليس من الواضح اعتبار النعمانية في عصر النعماني صاحب الغيبة ـ في أواسط القرن الرابع ـ مركزاً للتشيّع الغالي ـ على حدّ تعبير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) معجم البلدان ، ج٥ ، ص٣٣٩ ـ ٣٤٠.
(٢) مقدّمة المؤتلف والمختلف ، تحقيق : د. موفّق بن عبد الله بن عبد القادر ، ج١ ، ص٧٤.