على الأسئلة ووضّح الآيات المذكورة واحدةً تلو الأخرى.
ومن جملة ما أورده ابن جهم هو سؤاله عن آية : (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)؟ فقال الرضا عليهالسلام :
«ويحك يا علي ، اتّق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ، ولا تتأوّل كتاب الله برأيك ، فإنّ الله عزّ وجلّ قد قال : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ الله وَالرَّاسِخُونَ)(١) ، وأمّا قوله عزّ وجلّ في آدم : (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) فإنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم حجّة في أرضه وخليفة في بلاده ، لم يخلقه للجنّة ، وكانت المعصية من آدم في الجنّة لا في الأرض ، وعصمته يجب أن يكون الأرض ليتمّ مقادير أمر الله ، فلمّا هبط إلى الأرض وجُعل حجّةً وخليفةً عُصم بقوله عزّ وجلّ : (إِنَّ الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)(٢) ...»(٣).
رابعاً : المقاصد التفسيرية للإمام الرضا عليهالسلام.
إنّ الروايات التفسيرية للإمام الرضا عليهالسلام تارةً تأتي على وجه بيان المفهوم ، وتارةً من أجل أن تبيّن تفسيراً صحيحاً للآيات القرآنية مضافاً إلى أوجه التأويل وبيان باطن الآيات وتعيين المصداق وتبيين المعارف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) آل عمران : ٧.
(٢) آل عمران : ٣٣.
(٣) عيون أخبار الرضا ١/١٩٥.