هناك دلائل عديدة سبّبت إلى تشويه سمعة الأنبياء وأسدت إليهم أنواع التهم ، فمن جملة تلك الدلائل هو الفهم الخاطئ للآيات المتشابهة في شأن الأنبياء عليهمالسلام. وهنا كان للأئمّة المعصومين عليهمالسلام الدور الفاعل في إماطة الستار عن وجه الحقيقة وردِّ هذه الإدّعاءات الباطلة والفهم الخاطئ للآيات القرآنية ، وقد دافعوا عن ساحة الأنبياء وذبّوا عنهم ، فإن الإمام الرضا عليهالسلام في مناظراته ـ التي كانت أكثرها من إعداد المأمون وتحت إشرافه ـ عدّ عصمة الأنبياء جزءاً من المسلّمات الدينية ودافع عنها ، وفي إحدى المناظرات عرض عليّ بن الجهم ـ وهو لا يعتقد بعصمة الأنبياء ـ بعض الآيات في شأن آدم ، يونس ، يوسف عليهمالسلام والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، حيث كان يظنّ أنّ ظاهرها في عدم عصمة الأنبياء فخاطب الإمام عليهالسلام فقال له : يابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال : نعم ، قال : فما تعمل في قول الله عزّ وجلّ : (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)(١) وفي قوله عزّ وجلّ : (وَذَا النُّونِ إذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ)(٢) وقوله عزّ وجلّ في يوسف عليهالسلام : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا)(٣) وفي قوله عزّ وجلّ في داود : (وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ)(٤) وقوله تعالى في نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله) (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ)(٥) فأجاب الإمام عليهالسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) طه : ١٢١.
(٢) الأنبياء : ٨٧.
(٣) يوسف : ٢٤.
(٤) ص : ٢٤.
(٥) الأحزاب : ٣٧.