وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) أنّها جاءت في أبي الدحداح كما في الرواية التالية :
«عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : وسمعت الرضا عليهالسلام يقول في تفسير والليل إذا يغشى قال : إنّ رجلاً من الأنصار كان لرجل في حائطه نخلة ، وكان يضرّ به ، فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعاه فقال : أعطني نخلتك بنخلة في الجنّة فأبى ، فبلغ ذلك رجلاً من الأنصار يكنّى أبا الدحداح ، فجاء إلى صاحب النخلة فقال : بعني نخلتك بحائطي ، فباعه ، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله ، قد اشتريت نخلة فلان بحائطي ، قال : فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فلك بدلها نخلة في الجنّة.
فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيّه (صلى الله عليه وآله) (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى إنّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى فَأَمّا مَنْ أَعْطَى) ـ يعني النخلة ـ (وَاتّقَى وَصَدّقَ بِالْحُسْنَى) ـ بوعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَما يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إذا تَرَدّى إنّ عَلَيْنا لَلْهُدَى)»(١).
فإنّ سبب النزول الذي بيّنه الإمام الرضا عليهالسلام لهذه الآية جاء منسجماً مع سياق الآيات ، وقد أشير في الرواية إلى هذه المسألة وهي الانسجام بين أسباب النزول وسياق الآيات.
٦ ـ لحاظ نوع الخطاب.
إنّ الاهتمام بخوصيّات الخطاب والمخاطب هو أحد الأمور الذي يعدّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) قرب الإسناد : ٣٥٦ ، نور الثقلين ٥/٥٨٩.