وفي أيّ وقت ، فلذلك صرت أختم في كلّ ثلاثة أيّام»(١).
وقد اعتنى الإمام الرضا عليهالسلام في رواياته التفسيرية بأسباب النزول ، وقد بيّن عليهالسلام أسباب نزول بعض الآيات وذلك لتوضيح الآية المعنية بالتفسير ، ولمّا سأل المأمون الإمام عليهالسلام عن معنى قول الله تبارك وتعالى في آية (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَميعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(٢) هناك ذكر الإمام الرضا عليهالسلام رواية عن آبائه الطاهرين عن أمير المؤمنين عليهمالسلام رفعاً للإبهام وتوضيحاً بنحو أفضل هذا نصُّها :
«عن أبي الصَّلت عبد السَّلام بن صالح الهروي قال : سأل المأمون أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام عن قول الله تعالى : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَميعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) وما كان لنفس أن تؤمن إلاّ بإذن الله؟ فقال الرضا عليهالسلام : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : إنّ المسلمين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدوّنا ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما كنت لألقى الله عزّ وجلّ ببدعة لم يحدث إليَّ فيها شيئاً ، وما أنا من المتكلِّفين ، فأنزل الله تعالى عليه يا محمّد (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَمَنَ مَنْ فِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) عيون أخبار الرضا ٢/١٨٠ ، وسائل الشيعة ٦/٢١٧.
(٢) يونس: ٩٩.