القرآن ، وإنّ الاعتناء بها ضروريٌ في التفسير.
إنّ العلم بأسباب النزول أمر لابدّ منه ولازم لتفسير القرآن وفهم معانيه ، «لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصّتها وبيان سبب نزولها»(١). وذكر العلاّمة الطباطبائي رحمهالله في هذا الشأن : «إنّ معرفة سبب النزول تؤدّي إلى فهم واستيعاب المدلول الصحيح للآيات والأحكام ، وتارةً مفهوم ومقصود الآية يبقى مبهماً مع عدم العلم بسبب النزول وحتّى في الموارد التي يمكن فيها حدس مدلول الآية والحصول على مفهومها الصحيح دون الاعتناء بسبب النزول كذلك ، ويمكن مراجعة أسباب النزول والاستفادة منها وذلك لحصول العلم بجزئيّات الموضوع المطروق في الآية وللفهم الأسهل منها والأكثر شفافيّة ، وكذلك من أجل تعيين مصاديق الآية»(٢).
إنّ ذكر سبب النزول في الروايات التفسيرية للإمام الرضا عليهالسلام يحضى بمنزلة مرموقة ، وإنّ الرواية التالية عن الإمام الرضا عليهالسلام إنّما تبيّن المنزلة الخاصّة لهذا العلم ، فقد نقل إبراهيم بن العبّاس في شأن الإمام الرضا عليهالسلام واهتمامه بسبب النزول قائلاً :
«وكان يختمه في كلّ ثلاثة ، ويقول لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت ولكنّي ما مررت بآية قطّ إلاّ فكّرت فيها وفي أيّ شيء أنزلت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) اسباب نزول القرآن : ١٠ ، الاتقان : ٣٤٢.
(٢) قرآن در اسلام : ١١٨.