الآية : «يقول الله تعالى : حتّى إذا استيأس الرسل من قومهم وظنّ قومهم أنّ الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا»(١). وقد عدّ (من قومهم) قيداً لقوله تعالى : (استيأس الرسل) في تفسير الآية ، وعدّ عائد الضمير المستتر في (ظنّوا) إلى القوم ، وعائد الضمير (هُم) في (إنّهم) وعائد الضمير المستتر في (كذبوا) إلى (الرُّسُل) ، وتلا مفهوم الآية بالنحو التالي : (حتّى إذا استيأس الرسل من قومهم وظنّ قومهم أنّ الرسل قد كذبوا ، جاء الرسل نصرنا) ، وقد ردّ عليهالسلام التوهُّم الناشيء من الفهم الخاطىء للآية وذلك من خلال ذكره عليهالسلام القيد الصحيح لقوله تعالى : (استيأس الرسل) وتعيينه عليهالسلام عائد الضمّير(٢).
٥ ـ العلم بأسباب النزول.
سبب النزول هو عبارة عن الأجواء الحاكمة ومكان وزمان النزول ، لأنّ الآيات قد نزلت في ظروف تلك الأجواء والأوضاع ، والظروف الراهنة آنذاك في المجتمع مؤثّرة في دلالة الآيات ، وتعدّ من القرائن المرتبطة بآيات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) البرهان ٣/٢١٧.
(٢) البرهان في تفسير القرآن ٣/٢١٧ :
«عن عليّ بن محمّد بن الجهم ، حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهالسلام ، فقال له المأمون : يا بن رسول الله ، أليس من قولك ، إن الأنبياء معصومون؟ قال : بلى ، وذكر الحديث إلى أن قال فيه : فقال المأمون لأبي الحسن عليهالسلام : فأخبرني عن قول الله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا) قال الرضا عليهالسلام : يقول الله تعالى حتّى إذا استيأس الرسل من قومهم ، وظنّ قومهم أنّ الرسل قد كذبوا ، جاء الرسل نصرنا».