الرضا عليهالسلام عائد الضمير إلى فؤاد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، ونظراً لسياق الآيات التي جاءت فيما بعد فقد عدّ عليهالسلام عائد الضمير المفعول إلى الله سبحانه وتعالى ، بناءً على هذا فإنّ رؤية النبيّ (صلى الله عليه وآله) آيات الله تعالى إنّما هي بمثابة رؤية الله تبارك وتعالى.
فقد قال عليهالسلام :
«إنّ بعد هذه الآية ما يدلّ على ما رأى حيث قال : (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) ، يقول : ما كذب فؤاد محمّد (صلى الله عليه وآله) ما رأت عيناه ، ثمّ أخبر بما رأى فقال : (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) ، فآيات الله عزّ وجلّ غير الله ، وقد قال : (وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة»(١).
والأمر الذي نلاحظه في هذه الرواية هو إنّ الإمام عليهالسلام قد اعتبر ـ بشكل مباشر ـ الاهتمام بسياق الآية أمراً ضروريّاً ، وكان يذكّر عليهالسلام أصحابه أن يتّخذوه قاعدة في التفسير وإن لم يذكر كلمة السياق ولكنّ كلامه عليهالسلام «إنّ بعد هذه الآية ما يدلّ على ما رأى حيث ....» يُستفاد منه اهتمامه بقبل وبعد الآية للحصول على الفهم الصحيح للآيات ، وبعبارة أخرى فإنّ مراده هو السياق الذي يتّخذ اليوم في التفسير.
٤ ـ لحاظ عائد الضمير.
إنّ الضمير يستفاد منه قصداً للاختصار ، ففي مثل هذه الموارد فإنّ عائد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الكافي ١/٩٥ ، بحار الأنوار ١٠/٣٤٥.