صَالِح .....)(١) فإنّ القائلين بقراءة : (إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِح)(٢) قد نسب الإمام الرضا عليهالسلام قولهم إلى الكذب وقال : «كذبوا هو ابنه ولكنّ الله عزّ وجلّ نفاه عنه حين خالفه في دينه»(٣). قال المجلسي في توضيح هذه الرواية : «لكن كانوا يفسّرون القراءة بكونه معمولاً غير صالح أي ولد زنا ، فنفى عليهالسلام أصل القراءة أو تأويلهم»(٤).
بناءً على هذا فإنّ القراءة المشهورة التي تقرأ الآية بالمصدرية هي القراءة الصحيحة ، وإنّ ابن نوح في الأصل كان من بيت النبوّة ، ولكن بما أنّ المراد من (أهل) في هذه الآية هم جميع الذين نجوا مع نوح عليهالسلام فقد نفته الآية عن الأهلية فلم يُعدّ ولم يحسب من أهل النبيِّ نوح عليهالسلام.
٣ ـ لحاظ سياق الآيات :
إنّ من الأسس والقواعد المهمّة في تفسير آيات القرآن الكريم هو لحاظ وصياغة الآية وسياقها ، بل هي من أهمّ القرائن الدالّة على مراد المتكلّم ، فإنّ سياق الآيات بصفته قرينة من القرائن اللفظية المتّصلة في فهم كلام الله(٥) ، يستفاد منه في توضيح معاني الآيات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) هود : ٤٦.
(٢) معالم التنزيل ١٢/٤٥١ ، جامع البيان ١٢/٣٠.
(٣) عيون أخبار الرضا ٢/٧٥ ، تفسير العياشي ٢/١٥١.
(٤) بحار الأنوار ١١/٣٢١.
(٥) البرهان في علوم القرآن ٢/٢٠٠.