إنّ القراءة الصحيحة لها الأثر الكبير في فهم معاني الكلمات ومقاصد العبارات القرآنية ، بناءً على هذا فإنّ أوّل خطوة لابدّ للمفسّر أنْ يخطوها لفهم مقاصد الآيات وتبيينها هو التحقيق في القراءة الصحيحة ليتحقّق على أساسها التفسير الصحيح.
إنّ القراءة الصحيحة هي القراءة التي تكون مطابقةً لقراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، المطابقة لما أنزله الله تبارك وتعالى ، وإنّ أحد طرق الوصول إلى القراءة الصحيحة هو رواية الأئمّة المعصومين عليهمالسلام.
إنّ لحاظ القراءة الصحيحة هو بمثابة واحدة من القواعد التفسيرية التي كانت محلّ اهتمام الإمام الرضا عليهالسلام في تأييده القراءة المشهورة ، ففي رواية العزيز بن المهتدي عن الإمام الرضا ، قال : سألت الرضا عليهالسلام عن التوحيد ، فقال : «كلّ من قرأ (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) وآمن بها ، فقد عرف التوحيد. قلت : كيف يقرؤها؟ قال : كما يقرؤها الناس»(١).
إنّ هذه الرواية في غاية الوضوح ويمكننا أن نستنبط منها جواز القراءات المتعارفة في الحقبة الزمنية التي عاشها الأئمّة المعصومون عليهمالسلام.فإنّ القراءة التي تبيّن معنىً آخر غير المعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى من الآية وقصده يحكم عليه بالبطلان ، على سبيل المثال ففي الرواية التي جاءت في شأن آية (قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) البرهان ٥/٨٠١.