أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ(١) ﴾ فإنّه لا يليق إلاّ بالرّجعيّة ، فالكلام في هذه الآية كالكلام في الّتي قبلها ، فلا معنى لإعادته.
وذهب من أشرنا إليه ـ أيضا ـ إلى (٢) أنّ الجملتين إذا عطف إحداهما (٣) على الأخرى ، فخصوص (٤) إحداهما لا يقتضى خصوص الأخرى ، مثل قوله تعالى (٥) : ﴿ وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ إلى قوله تعالى (٦) : ﴿ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ﴾ فالجملة الثّانية خاصّة ، لأنّها لا تليق (٧) إلاّ بالرّجعيّة ، والأولى عامّة في كلّ مطلّقة ، والشّبهة في ذلك أنّ كلّ جملة لها حكم نفسها ، ولا يتعدّى إليها التّخصيص من غيرها.
والصّحيح أن يجري (٨) الكلام في هذه الآية مجرى ما تقدّم ، ونقول (٩) : إنّ (١٠) قوله تعالى : ﴿ وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَ ﴾ (١١) يحتمل أن يريد به الرّجعيّات ، ليطابق (١٢) الجملة الثّانية ، ويحتمل أن يريد به العموم ، ويكون (١٣) تقدير الكلام وبعولة (١٤) بعضهنّ
__________________
(١) ج : ـ بمعروف.
(٢) ب : ـ إلى.
(٣) ب : أحدهما.
(٤) الف وج : مخصوص.
(٥) الف : ـ تعالى.
(٦) الف : ـ تعالى.
(٧) ج : يليق.
(٨) ب وج : مجرى.
(٩) ب : تقول ، ج : يقول.
(١٠) ج : انه.
(١١) ب وج : ـ بأنفسهن.
(١٢) ب وج : لتطابق.
(١٣) ج : ـ يكون.
(١٤) الف : بعولتهن.