يوضح (١) ما ذكرناه أنّ في كلّ واحد من الأمرين مجازا و(٢) عدولا عن الظّاهر ، ألا ترى أنّا إذا حملنا لفظة الرّجال على الأحرار دون غيرهم ، كانت مجازا ، وإذا (٣) حملناها على العموم ، وحملنا الشّرط على بعض ما دخل تحتها ، كان ذلك أيضا مجازا وعدولا عن الظّاهر من وجه آخر ، لأنّ تقدير الكلام إلاّ أن يفتدي بعضهم (٤) بما له ضربك ، والظّاهر يقتضى أنّ المفتدي هو المأمور بأن تضربه (٥).
والكلام في الآية يجري على مثل (٦) ذلك ، لأنّ قوله تعالى : ﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَ (٧) مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ، وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً ، فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ ، إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ (٨) ﴾ متى حملنا الشّرط على بعض المطلّقات ، صار تقدير الكلام إلاّ أن يعفو بعضهنّ ، وظاهر الكلام يقتضى أنّ العفو يقع من جميع المطلقات ، فبان أنّ القول محتمل للأمرين ، وما في كلّ واحد منهما إلاّ ضرب من المجاز والعدول (٩) عن الظّاهر (١٠).
__________________
(١) الف : لو صح.
(٢) الف : أو.
(٣) ب : فإذا ، ج : ـ إذا.
(٤) الف : ـ بعضهم.
(٥) ب : يضربه.
(٦) ب : ـ مثل.
(٧) الف : طلقتموه.
(٨) الف : يعفوون.
(٩) ب : عدول.
(١٠) ج ـ من وجه آخر (چند سطر قبل) ، تا اينجا.