ضرورة من مذاهب القوم أنّهم لذلك مستعيرون و(١) متجوّزون ، فانتقلنا عمّا يوجبه ظاهر الاستعمال ، وليس ذلك معنا في (٢) استعمالهم لفظة الأمر في الفعل.
وقد تعلّق المخالف لنا في هذه المسألة (٣) بأشياء :
منها : أنّ الأمر يشتقّ منه في اللّغة العربيّة الوصف لفاعله بأنّه آمر ، وهذا لا يليق إلاّ (٤) بالقول دون الفعل ، لأنّهم لا يسمّون من فعل فعلا ليس بقول بأنّه آمر.
ومنها : أنّه لو كان اسما (٥) للفعل في الحقيقة لاطّرد في كلّ فعل حتّى يسمّى الأكل والشرب بأنّه أمر ، ألا ترى أنّ القول لمّا كان أمرا ، اطّرد في كلّ ما هو بصفته.
ومنها : أنّ من شأن الأمر أن (٦) يقتضى مأمورا ومأمورا به ، كما يقتضى الضرب ذلك ، ومعلوم أنّ ذلك لا يليق إلاّ بالقول دون الفعل.
ومنها : أنّ الأمر يدخل فيه الوصف بمطيع وعاص ، وذلك لا يتأتّى إلاّ في القول.
ومنها : أنّ الأمر نقيضه (٧) النّهى ، فإذا لم يدخل النّهى إلاّ في الأقوال دون الأفعال ، فكذلك الأمر.
__________________
(١) ب وج : ـ و.
(٢) ب وج : ينافى. (بجاى معنا في).
(٣) ج : المسايلة.
(٤) ب : ـ الا.
(٥) ب : ـ اسما.
(٦) ب : ـ ان.
(٧) ج : يقتضيه.