باب القول في الأمر وأحكامه وأقسامه.
فصل في ما (١) الأمر
اختلف النّاس في هذه اللفظة ، فذهب قوم إلى أنّها مختصّة بالقول ، دون الفعل ، ومتى (٢) عبّر بها عن الفعل كانت (٣) مجازا. وقال آخرون (٤) هي مشتركة بين القول والفعل ، وحقيقة فيهما معا. والّذي يدلّ على صحّة ذلك ، أنّه لا خلاف في استعمال لفظة الأمر في اللّغة العربيّة تارة (٥) في القول وأخرى (٦) في الفعل ، لأنّهم يقولون : أمر فلان مستقيم (٧) وإنّما يريدون طرائقه (٨) أفعاله ، دون أقواله ، ويقولون : هذا أمر عظيم ، كما يقولون : هذا (٩) خطب عظيم ، ورأيت من فلان أمرا أهالني ، أو (١٠) أعجبني ، ويريدون بذلك الأفعال لا محالة ، ومن أمثال العرب في خبر الزّبّا (١١) : لأمر ما جدع (١٢) قصير أنفه (١٣) ، و(١٤) قال الشاعر : لأمر ما يسود (١٥) من يسود (١٦).
__________________
(١) ج : منها.
(٢) ب : فمتى.
(٣) ب وج : كان.
(٤) ج : + و.
(٥) ب : ثان.
(٦) ب : أجرى.
(٧) ج : + وأمره غير مستقيم.
(٨) ب : طريقه+ و، ج : + و.
(٩) ج : ـ هذا.
(١٠) ب وج : و.
(١١) ج : الزنا ، القاموس المحيط زباء را بفتح زاء وتشديد باء ضبط ، ودر معرفى آن گويد : ملكة الجزيرة وتعد من ملوك الطوائف ، (ج ١ ، ص ٨٧ ، ط مصر).
(١٢) ج : جذع.
(١٣) ج : أنفه.
(١٤) ب : ـ و.
(١٥) ب : يسود بضم حرف مضارعت وفتح واو مشدد ، وج : يسود بواو مشدد.
(١٦) اين دو مثل بنحو مذكور در متن ، در المنجد ، فرائد الأدب ، ضبط شده ، (ص ١٠٤٤ ، ط ١٥).