قلنا : كيف وقف هذا الباب من المجاز على الاستدلال ، ولم يقف غيره من ضروب (١) المجازات في كلامهم (٢) على الاستدلال (٣) ، لو لا بطلان هذه الدّعوى ، وفي (٤) خروج هذا (٥) الموضع عن بابه دلالة على خلاف مذهبكم ، وليس تجد (٦) هذا الدّليل مستقصى (٧) في شيء من كتبنا السّالفة على هذا الحدّ ، فقد (٨) بلغنا غايته.
دليل آخر : وممّا يدلّ أيضا (٩) على صحّة مذهبنا أنّ استفهام المخاطب بهذه الألفاظ (١٠) عن مراده (١١) في خصوص أو عموم يحسن من المخاطب بغير ريب وموضوع الاستفهام إذا وقع طلبا للعلم والفهم (١٢) يقتضى احتمال اللّفظ واشتراكه بدلالة أنّه (١٣) لا يحسن دخوله فيما لا احتمال فيه ولا اشتراك ألا ترى أنّه لا (١٤) يحسن أن يستفهم عن مراده من قال (١٥) : ركبت فرسا ، ولبست ثوبا ، لاختصاص
__________________
(١) ج : الضروب.
(٢) ج : كلام.
(٣) الف : ـ على الاستدلال.
(٤) ب : ـ في.
(٥) ج : هذه.
(٦) ب وج : نجد.
(٧) ب : مستفضى ، ج : مستغنى.
(٨) ب وج : وقد.
(٩) الف : ـ أيضا.
(١٠) الف : الألفاض.
(١١) ب : مرادو.
(١٢) الف : + ان.
(١٣) ج : انهم.
(١٤) ج : ـ لا.
(١٥) ج : فلان ، بجاى قال.