ومن خالفنا من المتكلّمين والفقهاء يقول في كلّ ما قلنا (١) : « أنّه يستغرق من هذه الألفاظ (٢) صلاحا » : « أنّه يستغرق وجوبا ». وسيجيء الكلام في ذلك بعون الله ومشيّته.
فصل في ذكر الدّلالة على أنّه ليس للعموم المستغرق
لفظ يخصّه (٣)
واشتراك هذه الألفاظ (٤) الّتي يدّعى (٥) فيها الاستغراق.
الّذي يدلّ على ذلك أنّ كلّ لفظة (٦) يدّعون أنّها (٧) للاستغراق (٨) تستعمل (٩) تارة في الخصوص (١٠) ، وأخرى في العموم (١١) ، ألا ترى أنّ القائل إذا قال : من دخل داري أهنته أو أكرمته ، لا يراد به إلاّ الخصوص ، وقلّما يراد به العموم ، و(١٢) يقول : لقيت العلماء ، وقصدت الشّرفاء (١٣) ، و(١٤) هو يريد العموم تارة ، والخصوص أخرى ، وهذا معلوم ضرورة ، ممّا لا يقع
__________________
(١) ب وج : قلناه.
(٢) الف : الألفاض.
(٣) الف : لفظة تخصه.
(٤) الف : الألفاض.
(٥) ج : تدعى.
(٦) ب : لفظ.
(٧) ب : انه.
(٨) ج : ـ الّذي ، تا اينجا ، ب وج : + قد.
(٩) ب وج : يستعمل.
(١٠) ب وج : للعموم ، بجاى في الخصوص.
(١١) ب وج : الخصوص.
(١٢) ب : ـ و.
(١٣) ب : الشرق.
(١٤) ب : أو.